بدأ المغرب السنة الجديدة بإنجاز جد مهم، و دخل بذلك موسوعة غينيس للأرقام القياسية ،كما تعودنا على ذلك و ليس غريبا عنا، وأكثر من هذا، لا ولن ينافسنا أحد في هكذا إنجازات، إنجازات دخلنا بها التاريخ من بابه الذي لا يؤدي إلى شيء...!! إنه حدث تناقلته وسائل الإعلام و نال تغطية جد مهمة أكثر من الانتخابات التشريعية !!! أكبر أومليط في إفريقيا...!!!....لمن لايعرف هذا المصطلح ، فهو ليس إسم لصاروخ أو قطار سريع... بل بكل بساطة فهو خليط من البيض والزيت!!! كما قلنا، فلن ينافسنا أحد في هذه الإنجازات و من لا يصدق ، فليرجع إلى التاريخ...وأكبر طاجين....وأكبر طنجية وأكبر قصرية كسكس...يشهدون على هذا القول... في الدول التي تفكر بعقلها أكثر من بطنها تخترع و تنجز إنجازات تخدم الإنسانية في العالم، أكبر طائرة وأكبر قطار وأكبر باخرة... لأنها بكل بساطة تهتم بالموارد والعقول البشرية وتقدم لها مساعدات كي تخرج طاقاتها للوجود... في بلدنا أيضا توجد عقول يمكن أن تدخل التاريخ وتشرف البلاد...في مجالات علمية و تقنية ،بدل البهدلة ورائحة الطعام والزيوت التي لوثنا بها كتاب غينيس... كفانا اهتماما ببطوننا و لنفكر في انجازات معقولة تعود علينا بالمنفعة و ترحمنا عليها الأجيال القادمة، بدل تكريس وترسيخ هذه العادة السيئة. في الماضي القريب ، كنا ندخل عالم الأرقام القياسية بشرف،،،مع اعويطة والكروج وبدوان والسكاح وبولامي وغيرهم كثر...والآن صار اهتمامنا بعد فشلنا في هذا الميدان، مركز على الانجازات التي تجعل الآخرين يستهزؤون منا ويضحكون على جهلنا. تم تبذير الأطنان من المواد الغذائية في هذه الترهات والتفاهات...بقلي أزيد من 22 ألف و100 بيضة وقرابة 85 لتر من زيت المائدة، الذي أصبح سعره يساوي ذهبا !!! بحضور الدكتورة شميشة التي حازت على أكثر من 4 ملايين سنتيم بإشرافها على الانجاز العظيم...وصرف العشرات الملايين الأخرى للتحضير لهذا الإنجاز!!! إذا لم نستطيع تحقيق انجازات عظمى بالمعنى الحقيقي، فلا داعي لتبذير كل هذه الأموال و المواد الغذائية...خصوصا في هذه الظرفية المتأزمة التي جعلت كبريات دول العالم تنتهج سياسة التقشف في كل شيء، بينما نحن نزيد في الإسراف والتبذير، في جو انحباس للمطر وتخوف من جفاف قد يصيب البلاد و العباد، وفي ظروف برد قارس ومميت بقرى وجبال مغربنا العميق، الذي لا يجد أطفاله بيضة واحدة من ذلك البيض المبذر في أكبر "أومليط" بمراكش...على الأقل لو تم إقامة هذه التظاهرة في هذه المجالات المظلومة جغرافيا وطبيعيا و حتى بشريا، لاستفاد منها هؤلاء الأطفال الجوعى...أم أنكم قتلتكم التخمة و تحسبون الجميع مثلكم؟؟؟ نتمنى ألا نستمر في هذه المهزلة، ويطلعون علينا بخبر جديد في قنواتنا، التي هي أيضا تعتبر من أكبر القنوات التلفزية نفاقا وتلاعبا واستفزازا لمشاعر المغاربة ببرامجها السخيفة،،،و يقولون لنا بالبند العريض : تم اليوم تحقيق إنجاز عظيم، والمتمثل في طهي أكبر كوميرة أو أكبر سفنجة و مسمنة في العالم!!!! ... فاللهم لا تآخذنا بما فعل السفهاء منا.