في السرعة السلامة و في التأني الندامة " شعار رفعه اهل الحل و العقد بإقليم كلميم بصفة عامة ودائرة بويز كارن بصفة خاصة مند علمهم بالزيارة الملكية المرتقبة الى المدينة للإشراف على تدشين مجموعة من المشاريع الاجتماعية و التنموية بمناسبة الذكرى الاربعينية للمسيرة الخضراء المظفرة . فجأة طلاق اهل الحل و العقد بكل من مدينة كلميم و جماعة تيمولاي و جماعة افران الاطلس الصغير الكسل و الخمول و تركوا راحة الكراسي وأصبحوا بمطهر المسؤول الصالح خلال أيام معدودة . فجأة وبدون مقدمات أصبح طول الطريق الرابط بين بلدية بويز كارن و جماعة تغجيجت مرورا بجماعة تيمولاي كخلية نحل، أوراش الترقيع في كل ركن وزاوية ، فجأة وبدون مقدمات أصبح كل المسؤولين من أصغرهم إلى أأكبرهم يتجول ، يتفقد ويبحث عن أي حفرة لترقيعها يخلقون ملتقيات الطرق و يدشنونها … ما الذي حدث ؟ و ما الذي وقع؟ ان كل من زار هده الايام مدينة كلميم و استهواه حب اكتشاف واحة تغجيجت و افران الاطلس الصغير مرورا بمدينة بويزكارن و جماعة تيمولاي … سيلاحظ حركية غير عادية على مستوي شارع الشوارع و الطرقات الرئيسية التي من المنتظر ان يمر منه الموكب الملكي ، و الممتد من مدينة كلميم الى جماعة تكانت فمدينة بويزكارن مرورا بتيمولاي ، ووصول الى جماعة تغجيجت ، حيت تتواجد المشاريع التي من المنتظر ان يقوم جلالة الملك بتدشينها . عبر هدا المسار الكبير تتم عملية ترقيعيه كبرى سمتها التزفيت و صباغة الأرصفة و قلع الحواجز الإسمنتية و خلق ملتقيات الطرق وزرعها ثم اصلاح الانارة و تعليق الاعلام الوطنية… إضافة إلى الأمور الأخرى المتعلقة بالنظافة بحيث أن العمال يشتغلون النهار والليل ، فمسؤولي هده الجماعات قرروا اخيرا الاهتمام بجماعاتهم وإعطاءها ما تستحق من العناية . لقد اصبحت رؤية المسؤولين يغادرون مكاتبهم ويلتحقون بالشوارع للوقوف علي أعمال التزيين والإصلاح وإخفاء الحفر والعيوب ، والإشراف على أوراش التنظيف وزرع أشجار جاهزة وإصلاح الإنارة العمومية … أصبحت كل هذه الأفعال مقرونة بزيارة جلالة الملك. لقد اصبح من القدر على دائرة بويزكارن ان لا ترى النور في كامل جاهز يته و بهذا المستوى إلا عند قدوم جلالة الملك نظرا للإصلاحات التي تقوم بها الجهات المختصة على جميع المستويات المتعلقة بالنظافة و التزيين و التزفيت و إصلاح الإنارة و الأمور الأخرى المتعلقة بالأعلام المغربية. نعم انه من شبه المؤكد ان تحرك اهل الحل و العقد الدين أطلقوا العنان لمخيلتهم ،فتذكروا شوارعا كانت بالأمس نسيا منسيا وقرروا اصلاحها ، ليس حبا لهده الرقعة من وطننا الحبيب ورغبة في التزيين والتنظيف والإصلاح بل مخافة أن تنكشف فضائحهم و تفوح رائحة الإهمال والتهميش فجل البنيات التحتية بهده الجماعات تعيش على إيقاع البؤس و الحرمان و الخراب مند مدة ، و ضع ازمته الفيضانات الاخيرة التي خلفت الى جانب الخسائر البشرية المؤلمة بجماعة تيمولاي خسائر مادية مست البنية التحتية كالطرقات و القناطر و بيوت المواطنين كما هو حاصل بشكل كبير بجماعة افران الاطلس الصغير . خبر زيارة جلالة الملك لاقليم كلميم بصفة عامة و جماعة تغجيجت بصفة خاصة ، بقدر ما أثلج قلوب الساكنة ، فرض على المسؤولين مرغمين الانكباب على عملية ترقيع مكشوفة، امر جعل احد المارين يقف امام الملتقى الطرقي بتيمولاي – الملتقى الفاصل بين جماعة تيمولاي وافران و تغجيجت- ويتساءل بمرارة، أين كان المسؤولون قبل موعد الزيارة الملكية؟ الحفر تغزو كل الشوارع والأزقة بدون استثناء حتى الموجودة على بعد أمتار من مقر الجماعات و القيادات . هل كان لا بد من الإعلان عن الزيارة ألملكية ليهب هؤلاء لذر الرماد في العيون؟ أسئلة حارقة تبقى معلقة طرحها ويطرحها كل الزائرين هده الايام للمنطقة . وخاصة ساكنة الجماعات الستة : كلميم – تكانت – بويزكارن – تيمولاي – افران – تغجيجت ، التي ما فتئت ترفع أكفَّها إلى السماء مند زمان ، راجية أن تحظى مدينتهم بهده الزيارة الملكية الميمونة ، اما و الحال وقد استجاب القدر لمطلبهم فقد باتوا الان يتساءلون عن من سيقوم مرة اخرى بتمثيلهم امام جلالة الملك بعيدا عن تعقيدات البرتوكول و منطق السلطات ، جواب ربما لن يجيب عنه إلا خطوة من خطوات جلالة الملك المعروفة في الانتقال و التقرب الى ابناء شعبه بدون وساطة احد ، و حينها فقط سيستمع جلالته الى هموم رعاياه مباشرة كعادته .بل و من خلال هاته الخطوة سيتمكن جلالته من الاطلاع عن كتب و بالملموس – بعيدا عن التقارير الادارية التي تجانب الصواب في كثير من الملفات – عن الوضع المزري للمشاريع التي سبق ان دشنها في زيارته الاخيرة بإفران الاطلس الصغير كمشروع سد سيدي المحجوب .