تُوجدُ حديقة هيَ الأولى من نوعها في المغرب، على بُعْد حوالي عشرة كيلومترات من مدينة أكادير تضمُّ مئات التماسيحِ من مختلف الأحجام، ومئاتِ أنواعِ النباتات النادرة، أنشأَها مواطنٌ فرنسي وُلدَ في مدينة أكادير. الحديقة الواقعة في تراب جماعة "الدراركة"، على الطريق المؤدّية إلى مدينة مراكش، والتي دامتْ أشغالُ تشييدها زُهاءَ سنتيْن، وفتحتَ أبوابها أواخرَ شهر مايو الماضي، تضمُّ ثلاثة أحواضٍ كبرى تأوي 325 تمساحا. وتُسمّى التماسيحُ الموجودة في الحديقة "تماسيح النيل"، ويعودُ أصْلها إلى مدغشقر، وتمَّ استقدامُها إلى مدينة أكادير عبْرَ الطائرة. وسبَق للفرنسيّ صاحب المشروع أنْ أنشأ حديقة مماثلة في إحدى الدول الإفريقية، ونقلَ التجربة إلى المغرب. يصلُ طولُ أكبرِ تمساحٍ في حديقة التماسيح بأكادير إلى متريْن ونصف، ويبْلغُ من العمر حوالي 12 عاما، حسبَ المعلومات التي قدّمها مصطفى كيد، وهوَ مُرشد بالحديقة، في حين يتراوحُ طول باقي التماسيح بيْن 50 و90 سنتمترا. إضافة إلى التماسيح، تضمُّ الحديقة الواقعة في فضاء طبيعي آلاف أنواع النباتات، من إفريقيا وآسيا وأمريكا. ويصلُ عدد النباتات الموجودة بالحديقة، حسبَ مصطفى كيد، 3000 نوعٍ. وتوجد داخل الحديقة أشكال من التضاريس، إذ تضمّ شلالا وكهفا صغيرا وجداولَ مائية، إضافة إلى الأحواض المخصّصة للتماسيح، والتي سيتمُّ توليدها داخلَ الحديقة مستقبلا، بدلَ استقدامها من الخارج. وأوضح مصطفى كيد في هذا الصدد أنَّ مالكَ الحديقة سينشئ مختبرا خاصّا بفقس بيْض التماسيح. وسيُتاح لزوار الحديقة مشاهدة عملية الفقس، ووضع التماسيح الصغيرة في حاضنات حتى تصبح قادرة على الخروج إلى الفضاء الطبيعي. وتلْقى حديقة التماسيح إقبالا كبيراً من طرف الزوار، إذ وَصَل المعدّل اليوميّ لعدد الوافدين عليها خلال عطلة الصيف الماضية، حسب مصطفى كيد، 3000 زائرٍ في اليوم؛ في حين تستقبلُ حاليا ما بين 300 و400 زائر في اليوم. وتبْقى أسعارُ تذاكر الدخول إلى الحديقة مرتفعة، حسبَ بعض الزوار، إذ حُدّدَ سعرُ الدخول بالنسبة للكبار في 70 درهما، وللصغار في 40 درهما، غير أن مصطفى كيد يقول إنّ أغلب الزوار يعتبرون أسعار التذاكر "مناسبة". وأضافَ المتحدّث أنَّ سكّانَ جماعة الدراركة التي توجدُ الحديقة في نطاق نفوذها الترابي يستفيدون من تخفيضٍ للدخول إلى الحديقة، إذ حُدّدَ لهم سعر التذاكر بالنسبة للكبار في 20 درهما، و10 دراهم بالنسبة للصغار.