بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، ترأست زينب العدوي والي جهة سوس ماسة، عامل عمالة أكادير إداوتنان صباح يومه الجمعة، بمقر الولاية حفل استقبال ممثلي مغاربة العالم الذين يشاركون بلدهم الأم احتفالات هذه السنة. وفي كلمة لها بالمناسبة، ذكرت زينب العدوي أن مشاركة مغاربة العالم تجسد من خلال انجاز لوحات فنية تعبر عن مدى تجند مغاربة العالم للدفاع عن قضايا الوطن و في طليعتها الدفاع عن الوحدة الترابية. وأكدت خلال هذا الحفل الذي حضره الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج ؛ وممثلو الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ورئيس جهة سوس ماسة؛ رئيس المجلس الإقليمي لأكادير؛ ورئيس المجلس الجماعي لمدينة أكادير؛ ورؤساء المصالح العسكرية و الأمنية؛ و رئيس المجلس العلمي المحلي؛ ورؤساء الغرف المهنية؛ و رئيس جامعة ابن زهر؛ أكدت على أن هذه السنة تكتسي الاحتفالات المخلدة لذكرى المسيرة الخضراء المظفرة طابعا وطنيا و دوليا من خلال تنظيم مجموعة من الأنشطة الفنية و الرياضية و الثقافية و الاجتماعية المتنوعة من فاتح إلى عاشر نونبر بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج منوهة في نفس الوقت بعمل المجلس الذي وصفته بالجاد و المتواصل في تأطير و إشراك مغاربة الخارج في التعريف و الدفاع عن مصداقية و عدالة المواقف الوطنية في جميع المحافل الدولية و على جميع الأصعدة الرسمية منها و غير الرسمية خصوصا. وأوضحت والي الجهة، على أن الدفاع عن القضايا الوطنية لا يتم فقط عبر التمثيليات و الهيئات الرسمية بل أساسا عبر القنوات الموازية الشعبية و من خلال الاحتكاك اليومي لمغاربة الخارج بالشعوب الأخرى في جميع مناحي الحياة. واعتبرت أن أبناء الجالية المغربية خير سفير للدفاع عن عدالة قضيتنا الوطنية الأولى و حقوق بلدكم المشروعة. وفي هذا السياق، أكدت زينب العدوي والي الجهة على الرعاية المولوية السامية لمغاربة العالم والأولوية التي ما فتئ جلالته يوليها لقضايا هذه الشريحة من المواطنين، حيث خصها بمبادرات تروم صيانة حقوقها المشروعة والحفاظ على مصالحها و احترام كرامتها، وجعلها شريكا فاعلا في مشاريع ومخططات المغرب التنموية. مشيرة إلى أن المغرب يعتز بوجود تنظيم مؤسساتي مندمج يعنى بشؤون الجالية، يتكون من، مجلس الجالية المغربية بالخارج، ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، و وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، و الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة. وأشارت والي الجهة السيدة زينب العدوي، خلال هذا اللقاء الذي جمعها، مع نخبة من مغاربة العالم الذين يشاركون في عدد من التظاهرات المنظمة في أكادير تخليدا للذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء،أنه تم إحداث اللجنة الوزارية لشؤون المغاربة المقيمين بالخارج، التي تتولى التنسيق بين مختلف المتدخلين في هذا المجال، والسهر على تحقيق الالتقائية بين السياسات العامة، نظرا لما تطرحه سياسات الهجرة والاندماج من تحديات على مستوى دول الإقامة، ولتعدد الرهانات المتعلقة بتوطيد الصلة بين الأجيال الجديدة لمغاربة العالم وبلدهم الأصل. ولم يفت والي الجهة أن تشير إلى الدلالة العميقة التي يحملها شعار الاحتفال بالذكرى 40 للمسيرة الخضراء المنظم من طرف ولاية جهة سوس ماسة بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج: "من هنا انطلقت مسيرتنا"، على اعتبار أن أكادير كانت نقطة انطلاقة المسيرة الوطنية نحو أقاليمنا الجنوبية، و هي اليوم بعد أن بلغت سن الأربعين و ما ترمز إليه من دلالة دينية قوية ترمز إلى بلوغ الإنسان أشده و اكتمال نضجه و قوته، وخلصت إلى أن أكادير، ستكون أكادير بعون الله و تأييده و تحت القيادة الرشيدة لملك البلاد حفظه الله نقطة انطلاقة مسيرتنا الدولية إلى جميع شعوب العالم عبر مغاربة العالم. من جانبه، ذكر الكاتب العام لمجلس الجالية المغربية في الخارج، السيد عبد الله بوصوف، في كلمة بالمناسبة، بالسياق التاريخي الذي نظمت فيه المسيرة الخضراء، مسجلا الدلالات العميقة لهذا الحدث التاريخي الذي مكن المغرب من استرجاع أراضيه التي كانت مستعمرة، وذلك بطريقة سلمية. وأكد السيد بوصوف على ضرورة مضاعفة المبادرات لجعل العالم يدرك حقيقة المسيرة الخضراء في بعدها السلمي، داعيا إلى إطلاق دينامية من طرف الفنانين والسياسيين ومختلف الفاعلين لجعل المسيرة الخضراء ترتقي إلى موروث إنساني في مجال التحرر بالطرق السلمية. وقال الكاتب العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج إن حضور نخبة من المثقفين والفنانين المغاربة في المهجر، إلى جانب آخرين من أصول مغربية وأجنبية، إلى مدينة أكادير للمشاركة في إحياء عدد من التظاهرات الفنية والثقافية، يصب في إطار إعطاء بعد جديد لحدث المسيرة الخضراء على الصعيد العالمي.