اختلط دم نحر أضاحي عيد الأضحى بدم التقتيل في مناسبة جعل منها الإسلام فرصة للتقرب إلى الله، وتكريس أواصر المودة والتضامن بين مكونات الأمة، لكن هذه القيم الدينية والإنسانية بدأت تتراجع، وأصبح التآلف والتوادد والتراحم الأسري والمجتمعي في خبر كان. لتنسحب السعادة ويحل محلها الشقاء، بعد أن سقطت كلمة «مبارك» التي ظلت مرتبطة بالعيدين الدينيين الفطر والأضحى، ولم يعد لها أثر في طقوس العيد. ارتبط العيد بالكبش أكثر من ارتباطه بالقيم الدينية، وتحول نحر الأضاحي إلى تصفية البشر، دون رادع ديني أو أخلاقي أو قانوني، وكأن الشرع حلل النحر وأباح الذبيحة آدمية كانت أو حيوانية. تجمع تقارير المداومة الأمنية والطبية، على ارتفاع نسبة الجريمة في يوم عيد الأضحى، خاصة في ظل استباحة استعمال السكاكين والاستعداد للنحر والسلخ والتنكيل بالجثث، مما حول العيد إلى مأساة حقيقية لكثير من أسر الجناة والضحايا على حد سواء. وقد أعادت يومية الأخبار ترتيب أبرز جرائم الآدميين في يوم لنحر الأضاحي، وتقدم الوجه الآخر للتصفية الجسدية. لا رحمة ولا شفقة في حي الرحمة شهد حي الرحمة 1 بتراب عمالة الحي الحسني بالدارالبيضاء، جريمة بشعة ليلة عيد الأضحى، جعلت أسرة وجيران الضحية يبتلعون فرحة ويستبدلونها بليلة تأبين، بعد أن تعرض شاب في عقده الثاني لضربة موجعة على رأسه بساطور كان يحمله الجاني بسبب نزاع حول فتاة في ضواحي الحي. حسب تقارير أمينة، فإن المتهم، كان يرافق الضحية، الذي تجمعه به علاقة صداقة، في جلسة بضواحي الحي بعيدا عن الأنظار، وكان برفقة الضحية صديقته التي كانت تشاركهما لحظات السمر المسائية، وهما في حالة تخدير بعد تناولهما أقراصا مهلوسة، وحسب التقارير ذاتها، فإن المتهم راودته فكرة ممارسة الجنس مع خليلة رفيقه، وشرع في التلميح لجدوى العلاقة التشاركية، وهو ما لم يتقبله الضحية الذي دافع عن رفيقته بكل ما أوتي من جهد، بعد فشل جميع محاولات التسوية. وأوضحت المصادر الأمنية أن الضحية، الذي يدرس في مستوى الثانوي قسم الباكالوريا، احتج على غريمه بشدة، مذكرا المتهم بطبيعة العلاقة التي تجمعه بخليلته، إلا أنه تمسك بممارسة الجنس معها، ليدخل الطرفان في ملاسنات تطورت إلى اشتباك بالأيدي، سيما أنهما كانا في حالة غير طبيعية. لم يكن الضحية يعتقد أن مرافقه يتأبط ساطورا كان ضمن عتاد الأضحية ليوم العيد، وأنه يخفي سكينا يستعمل لنحر الأضاحي، فكانت المأساة حين أجهز على رفيقه بالسلاح الأبيض وهوى على رأسه بساطور، لتنتهي المقاومة والصمود ويسقط الضحية في بركة دماء، بينما فر المتهم والرفيقة دون اتجاه. تقول المعاينة الأمنية إن رأس الضحية قد انقسم إلى شطرين بفعل قوة الضربة وفعالية الساطور، مما ترتب عنه نزيف حاد، استنفر رجال الدرك الملكي الذين سارعوا للبحث عن الجاني والرفيقة، فيما تم نقل الضحية عبر سيارة للإسعاف إلى مستشفى الحي الحسني، لكنه فارق الحياة في الطريق، متأثرا بجروحه الخطيرة، قبل أن تحال جثته، بتعليمات من النيابة العامة المختصة، على مصلحة الطب الشرعي لتشريحها، ولتسلم لعائلته التي وارتها الثرى زوال يوم عيد الأضحى. بينما تم تعقب المتهم الذي عثر عليه في دوار بمنطقة دار بوعزة وتم وضعه تحت الحراسة النظرية. زوج ينحر زوجته بدل أضحية العيد لم ينعم سكان حي «دوار اللوطا» بضواحي مدينة البير الجديد التابعة ترابيا لإقليم الجديدة، بأجواء عيد الأضحى، بعدما أقدم زوج على نحر زوجته بدل أضحية العيد، ونظرا لحجم بشاعة الفعل الإجرامي فقد تمت مصادرة فرحة العيد في نفوس أهالي الدوار والمناطق المجاورة. وحسب الروايات التي تداولها السكان والمقربون فإن النزاع بدأ بخلاف بسيط بين الزوجين وصل صداه إلى الجيران، لكن حدته ارتفعت أمام صراخ الاستغاثة الذي أرسلته الزوجة، وحين قرر السكان التدخل كان الزوج قد أجهز على زوجته وحاول الانتحار بقطع جهازه التناسلي. وحسب مصادر من الدوار، فإن الزوجة الضحية، البالغة ثلاثة عقود من عمرها، تنحدر من مدينة الدارالبيضاء، وأن الخصام يعود لأيام سبقت العيد، لكنه تطور في يوم النحر، مما دفع الرجل إلى توجيه طعنات لجسد زوجته مستعينا بسكين كان مخصصا لنحر أضحية العيد، دون اعتبار لصرخات طفلها الذي لا يتجاوز عمره أربع سنوات، والذي كان الشاهد الوحيد على الفاجعة. يقول سكان الدوار إن المتهم كان يشك في زوجته ولا يتردد في اتهامها بالخيانة، وهو ما جعله يهدد بقطع جهازه التناسلي، بل إنه كان شديد الغيرة وعرف عنه تعقبه للضحية وهي على قيد الحياة ورغبته في ضبطها في حالة تلبس دون أن يتمكن من تحقيق هذه الرغبة. مقتل شاب يؤجل عيد دوار بالحوزية في يوم العيد توقفت سيارة الإسعاف بقسم المستعجلات للمستشفى الإقليمي بالجديدة، واكتشف طبيب المداومة أن الشاب الضحية الممدد في جوف السيارة مجرد جثة هامدة، بعد أن تعرض لنزيف داخلي نتيجة اعتداء همجي من طرف أحد أقرانه. يبلغ الضحية من العمر 19 سنة وينحدر من دوار النواصرة بتراب جماعة الحوزية، على بعد حوالي 6 كيلومترات من مدينة الجديدة، وبالتحديد على مقربة من محطة الأداء للطريق السيار في مدخل عاصمة دكالة. لفظ الفتى أنفاسه قبل أن تتوقف سيارة الإسعاف مساء يوم الخميس، الذي يصادف عيد الأضحى، أمام بوابة المستشفى، وتبين أن الموت ناتج عن اعتداء من طرف شاب آخر بضربة قوية على صدره بحجارة، في جلسة ليلية غير بعيد عن الدوار. وحسب تقارير صحفية، فإن الضابطة القضائية لدى الدائرة الخامسة بأمن الجديدة، التي كانت تؤمن مهام المداومة، «قامت بالتحريات الأولية عبر الاستماع إلى والد الضحية وذويه، وعاينت داخل قسم المستعجلات الجثة التي لم يكن يظهر عليها أي علامة عنف، قبل إحالتها على مستودع حفظ الأموات، لإخضاعها بتعليمات الوكيل العام باستئنافية الجديدة، للتشريح الطبي». وحسب المصادر ذاتها، فإنه قد تم التعرف على الجاني المفترض، بعد تحديد هويته. لكن أسباب جريمة القتل مازالت مجهولة، في انتظار أن تسلط المصالح الدركية التابعة لسرية الجديدة المزيد من الضوء على القضية التي صادرت حق ساكنة الدوار في متعة العيد. كلميم.. اليوم الثاني للعيد الدامي ما أن طوت مدينة كلميم فواجع الانتخابات الجماعية والجهوية، وما لازمها من حوادث، حتى استفاق سكان زنقة تاكانت بشارع الجيش الملكي على وقع جريمة بشعة، صباح يوم الجمعة الذي تلا عيد الأضحى، حيث كان الناس منهمكين في تقطيع «جثث» الأضاحي، ذهب ضحيتها شاب في مقتبل العمر بسبب خلاف بسيط انطلق بمشادة كلامية فتحول إلى صراع وتبادل للضرب واللكم، مما جعل الجاني يلجأ إلى سكين معد للجزارة ويطعن خصمه طعنات قوية ويركض هاربا بعيدا عن مسرح الجريمة. طلب الحاضرون من رجال الأمن الالتحاق بموقع الجريمة، حيث كان الشاب يسبح في بركة دماء دون أن يجد من يسعفه، قبل أن تصل سيارة إسعاف إلى المكان وتنقله إلى المستشفى الإقليمي بالمدينة وهو جثة هامدة، بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجراحه الغائرة، مما تطلب وضعه في مستودع الأموات. وحسب المعطيات الأولية التي جمعها المحققون، فإن الضحية يبلغ من العمر 18 سنة، وأن الطعنة كانت غائرة تلاها ذبح من الوريد إلى الوريد، نتج عنه نزيف خطير انتهى بالموت. وإلى غاية كتابة هذه السطور، فإن البحث لازال جاريا مع المتهم الذي اعتقل في حملة تمشيطية غير بعيد عن مسرح الجريمة، بينما لم تقدم تصريحات الشهود أي معلومات حول أسباب الجريمة، بينما تقرر إحالة الظنين على استئنافية أكادير بتهمة «الضرب والجرح المفضيين إلى الوفاة». زوج يهنئ صهره بطعنة في الصدر في يوم الجمعة الذي تلا عيد الأضحى، اهتز حي شعالة بالناظور على جريمة عائلية، حين طعن رجل صهره البالغ من العمر 60 سنة. وقد طوق أبناء الحي المتهم ومنعوه من الفرار بعد ارتكاب الجريمة. وحسب الرواية الأولية للجيران، فإن المتهم قد أمضى ليلة العيد لوحده بعد أن رفضت زوجته الالتحاق به مصرة على الطلاق واختارت قضاء يوم العيد في بيت أسرتها، وفي اليوم الموالي سمعت طرقات على باب الأسرة، وتبين أن صاحبها هو زوجها المغضوب عليه، فقرر والدها فتح الباب لكن الزوج الغاضب باغته بطعنة سكين في الصدر، حولته إلى جثة هامدة. تقول نفس الروايات، إن الزوج كان يستهدف زوجته التي رفضت العودة إلى البيت وأصرت على الطلاق، لكنه لم يتمكن من طعنها وانتزاع طفلهما الوحيد، مما غير مجرى الجريمة. ووضع المتهم تحت الحراسة النظرية بتعليمات من الوكيل العام لدى استئنافية الناظور، بينما أحيلت جثة الضحية على مستودع الأموات التابع للمستشفى الإقليمي الحسني بالناضور، قبل أن تستخلص العائلة إذنا بدفنها. تاجر الأضاحي الذي تحول إلى أضحية حين كان سكان دوار لكوير، بجماعة أزلا التابعة لإقليم تطوان، منهمكين في وضع ترتيبات عيد الأضحى، ويعدون العدة لاستقباله في اليوم الموالي، اخترق صراخ رجل صمت المكان واختلط مع صوت الأكباش، قبل أن يبتلع لسانه ويتوقف عن الصراخ، تبين أن بائع الأغنام تعرض لمداهمة ليلية انتهت بتصفيته والسطو على مدخراته المالية. انتقل الأهالي إلى مسكن «الكساب» وكانت المفاجأة مفزعة، إذ كان الضحية يلفظ آخر أنفاسه من جراء طعنة من الوريد إلى الوريد، وتبين أن رجلا وزوجته استغلا وجود التاجر وحيدا في بيته فتسللا خلسة أملا في وضع اليد على «تحويشته» التي نالها من بيع الأضاحي، وأمام مقاومته تحولت المداهمة إلى جريمة. وقد ألقت مصالح الدرك الملكي لأزلا القبض على المتهمين، وفي يوم العيد اقتيدا إلى مسرح الجريمة لإعادة تمثيلها، وسط حضور قياسي لأهالي الدوار الذين تعالت صرخاتهم مطالبين القضاء بالقصاص، فيما تقرر عرض المتهمين على أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بتطوان. انتفاضة الأضاحي في يوم العيد تسبب كبش «غير مروض» في مأساة لأسرة بنواحي سيدي إفني، بعد أن نطح طفلا كان بصدد مداعبته، وأرداه قتيلا على الفور. وكان الطفل الضحية الذي لا يتجاوز عمره 12سنة، قد اعتاد أن يجلب الكلأ والماء للخروف المقيد في ركن من البيت الكائن بدوار سيدي عبلا أوبلعيد، من أجل إعداده ليوم النحر، غير أن الكبش باغته بنطحة قوية قبل حلول العيد، محولا الفرحة إلى مأساة حقيقية. نقل الضحية فورا إلى مستشفى الحسن الأول بتيزنيت، إلا أنه فارق الحياة، مخلفا أسى وحزنا عميقين لدى أقاربه ومعارفه بسبب الموت التراجيدي الذي اهتزت له مشاعر ساكنة الدوار، إذ تحول يوم العيد إلى يوم لتلقي العزاء، فيما تقرر إبعاد الكبش لعدم قدرة العائلة على أكل لحم قاتل ابنها. وفي ضواحي مراكش تعرض رجل سبعيني لهجوم من طرف عجل كان يهم بنحره صباح يوم عيد الأضحى، لم تكن زوجته تعتقد أن عميلة لذبح ستنهي حياة زوجها، البالغ من العمر 72 سنة، وتحول العيد إلى نكبة شملت أهالي الدوار الكائن بمنطقة أسني، بحيث أجهزت نطحة العجل على الرجل فسقط أرضا مضرجا في دمائه، وحين نقل إلى مستشفى تحناوت توفي قبل أن يصل بوابة قسم المستعجلات، إثر نزيف ناتج عن جرح غائر في رأسه. عيد مصادر بسبب الانتحار في ليلة العيد، تم دفن جثمان قاض بالمحكمة الابتدائية بمراكش، كان قد أقدم على الانتحار شنقا بأحد المنازل بحي الآفاق، دون أن تعرف أسباب وحيثيات قرار الرجل وضع حد لحياته، وعلى الفور فتحت الضابطة القضائية تحقيقا في ملابسات وظروف الوفاة، في الوقت الذي تم فيه نقل جثة الهالك إلى مستودع الأموات بباب دكالة من أجل إخضاعها للتشريح الطبي بناء على أوامر النيابة العامة. وأحيط الملف بكثير من التكتم، خوفا من تسريب بعض الأمور الشخصية للرأي العام، سيما أن الرجل كان من مرجعيات القضاء في مراكش.