لم يكن يخطر على بال أحد أن يوم اقتراع 4 شتنبر بجماعة بوكركوح التابعة للنفوذ الترابي لإقليم سطات، سيكون يوما مشهودا بالجماعة، وستعرف نهايته حضور ذلك الكم من عناصر الدرك الملكي التي باشرت حملات في مختلف الأماكن بما فيها منازل مواطنين بالجماعة قصد الوصول الى الصندوق الزجاجي الخاص بالاقتراع، الذي سرق من مكتب التصويت مملوء، ويكون مصيره الرمي به داخل بئر بعيدة عن مكان مكتب التصويت بحوالي أربعة كيلومترات. كان الجو يومها، هادئا وكانت كل الأمور تسير في حالة طبيعية، مواطنون يتوجهون فرادى أو جماعات إلى صناديق الاقتراع المتوزعة على تراب جماعة بوكركوح، لا بوادر ولا إرهاصات تنذر بوقوع فوضى، بعد صلاة الجمعة، بدأ بعض الأشخاص يتجمهرون غير بعيد عن أحد مكاتب التصويت، تجمهر خلق نوعا من الخوف من وقوع خطب ما لدى أحد المرشحين الستة الذين كانوا يتنافسون على أحد المقاعد المؤدية إلى المجلس القروي لبوكركوح، الشيء الذي جعله يشعر السلطة المحلية بالأمر، لكن هذه الأخيرة لم تنتقل إلى المكان وفق المرشح نفسه، وسارت الأمور على هذه الحال، دون أن تسجل الفوضى إلى أن انتهى وقت الاقتراع المحدد. تجمهر .. تكسير وهجوم بعد انتهاء عملية التصويت تجمهرت أعداد من المواطنين قرب مكتب التصويت بالدائرة الانتخابية رقم 10، قبل أن يتم رشق المكتب بالحجارة وتكسير زجاج نوافذ وباب المدرسة (مكتب التصويت)، ودخل مواطنون مكتب التصويت، وضع جعل رئيس المكتب يرفض مباشرة عملية الفرز، مشترطا حضور السلطة لمعاينة العملية والإشراف عليها، كلام لم يستسغه بعض من شبان الدوار اللذين كانوا قد اقتحموا المكتب، ليقوموا بعدها بتهديد رئيس المكتب وسرقة الصندوق الزجاجي بما فيه من أوراق فريدة ، ورغم تحذيرات رئيس المكتب للمشتبه فيهم بخطورة الفعل الإجرامي الذين سيقدمون عليه وعواقبه، لم يأبه المهاجمون بكلامه، حملوا الصندوق تحت التهديد وغادروا المكان في اتجاه مجهول، مشهد جعل رئيس المكتب الذي احتمى بطاولات المؤسسة يقف في مكانه مشدوها من هذا الفعل، بعد مغادرة المشتبه فيهم مكتب التصويت، تم إشعار السلطات بالأمر و استنفر الحادث عناصر الدرك الملكي والسلطة المحلية، حيث حضر على عجل القائد الجهوي للدرك الملكي بسطات و قائد السرية اللذان انتقلا مرفوقين برئيس دائرة ابن احمد وتعزيزات أمنية لمكتب التصويت بالدائرة الانتخابية 10، حيث عاينوا مختلف الأضرار التي نتجت عن الحادث، وتجندت عناصر الدرك الملكي لمباشرة عمليات تمشيطية واسعة النطاق همت مختلف الأرجاء للوصول الى الصندوق المسروق لكن مجهوداتها كانت دون نتيجة، وأفضت أبحاثها التمهيدية إلى تحديد هوية أربعة أشخاص من أصل ستة يشتبه في تورطهم في القضية، وتمكنت عناصر الدرك الملكي من توقيفهم واقتيادهم صوب مخفر الدرك الملكي بابن احمد للتحقيق معهم في الموضوع، ووضعوا بتعليمات من النيابة العامة تحت الحراسة النظرية، قبل أن يحالوا الأحد الماضي على المركز القضائي بسرية سطات لتعميق البحث معهم، وإحالتهم بعد الانتهاء من التحقيق على أنظار وكيل الملك لدى ابتدائية مدينة ابن احمد للنظر في التهم الموجهة إليهم والمتعلقة بإلحاق خسائر مادية في ملك الدولة والاستيلاء على صندوق الاقتراع، حيث بعد اطلاع ممثل سلطة الملائمة على ملف القضية امر بإيداعهم السجن المحلي بابن احمد على ذمة الاعتقال الاحتياطي في انتظار مثولهم أمام المحكمة للنظر في المنسوب إليهم، في الوقت الذي حررت عناصر الضابطة القضائية مذكرتي بحث في حق شخصين من الدوار نفسه بعد الاشتباه في علاقتهما بسرقة الصندوق الزجاجي، كما تم الاستماع إلى رئيس مكتب التصويت وشهود على الواقعة. دخول الشرطة على خط التحقيق في القضية زوال الثلاثاء ثامن شتنبر، تمت إحالة ملف القضية الذي كانت قد باشرته عناصر الدرك الملكي بابن احمد وبعدها المركز القضائي بسرية الدرك الملكي بسطات، من طرف وكيل الملك لدى ابتدائية ابن أحمد على الشرطة القضائية بمفوضية أمن المدينة من أجل تعميق البحث والتحري، وفي تلك الأثناء تحركت عناصر الضابطة القضائية بتنسيق مع السلطة المحلية بعد استغلال المعطيات التي تم الحصول عليها بعد تسخير بعض المخبرين في المنطقة، حيث أن المعلومات المستفيضة التي تم جمعها استدل من خلالها أن صندوق اقتراع مكتب التصويت بالدائرة الانتخابية العاشرة ببني ريتون جماعة بوكركوح قد تم التخلص منه من طرف أحد أبناء الدوار برميه في بئر في ملكية ورثة(ب.ع)بدوار الشعبة اولاد أحمد، وبعد الانتقال إلى عين المكان وبعد الاستعانة بغطاسين تابعين للوقاية المدنية بمدن سطات، خريبكة، وابن أحمد، وبتنسيق مع قائد سرية الدرك الملكي بسطات تمت عملية استخراج الصندوق الزجاجي من البئر المذكور، حيث وبعد معاينته تبين أنه مكسور وفارغ من محتوياته( أوراق التصويت)، ليتم حجزه لاحقا من أجل استغلاله في البحث ورفع البصمات عنه من طرف الشرطة العلمية والتقنية التي أخذت صورا للصندوق الزجاجي لوضعها في ملف القضية، قبل أن تحيل تلك البصمات على المختبر الوطني لتحديد هويات أصحابها، وبعد تولي الفرقة الأمنية مهمة البحث والتحري في القضية، غادرت عناصر المركز القضائي المكان، وباشرت عناصر الشرطة القضائية بمفوضية أمن ابن أحمد مجريات البحث في شأن المشتبه فيه الرئيسي(من مواليد سنة 1979 ) عن طريق استفسار عائلته، وبعد مجهودات مضنية خلص البحث إلى الاهتداء إلى مكان تواجد المعني بالأمر الذي تم توقيفه على مستوى مدينة ابن أحمد، صبيحة أول أمس الأربعاء، حيث تم اقتياده إلى مخفر الشرطة، وخلال إخضاعه لمجريات البحث التمهيدي أكد جميع مراحل تنفيذ العمل الجرمي الذي اقترفه رفقة باقي شركاءه، ودل عناصر الشرطة القضائية، خلال الاستماع إليه، على البئر الذي تم التخلص فيه من أوراق التصويت، وهو بئر يتواجد بدوار أولاد سليمان بجماعة بوكركوح، على بعد أربعة كيلمترات من مكان تواجد مركز التصويت، وبعد انتداب عناصر الوقاية المدنية بمدينة ابن أحمد انتقلت عناصر الشرطة القضائية بمفوضية أمن المدينة، تحت إشراف النيابة العامة لدى ابتدائية مدينة ابن أحمد إلى دوار أولاد سليمان، حيث تم استخراج مجموعة من أوراق التصويت التي وجد بعضها على حاله فيما استعصى على الفريق استخراج الكمية المتبقية نظرا لعمق البئر، حيث قامت عناصر الشرطة القضائية بالاحتفاظ بأوراق التصويت التي تم استخراجها من البئر لفائدة البحث، وأضافت المصادر ذاتها، أنه من المحتمل أن تقوم عناصر الشرطة القضائية بمفوضية أمن ابن احمد بعرض المشتبه فيه الموقوف، أول أمس الأربعاء، على رئيس مكتب التصويت وممثلي المرشحين الستة للتأكد منه، ووضع رهن تدابير الحراسة النظرية بتعليمات من النيابة العامة لدى ابتدائية ابن احمد في انتظار إحالته على ممثل الحق العام يوم غد الجمعة للنظر في صك الاتهام الموجه إليه والمتعلق سرقة صندوق الاقتراع من مكتب التصويت قبل عملية فرز الأصوات، والمشاركة في إلحاق خسائر مادية في ملك الدولة، في الوقت الذي لازالت عناصر الضابطة القضائية تواصل مجهوداتها لتوقيف المشتبه فيه السادس الذي لازال في حالة فرار. تفاصيل القضية أوردتها يومية المساء.