كلمة الشباب تعني القوة ، الطموح ، المبادرة و تخطي العراقيل من أجل بلوغ الأهداف و بناء المستقبل . لكن شاءت الأقدار أن نرى شبابا يسبحون اليوم غرقا في بحر الملذات و اللامبالاة ، ومن المؤسف أن نرى شباب أمة رسول العالمين من الغاوين و الخاسرين ، لكن لماذا هذا الخسران . أمن تربية الآباء ؟ ام هداية الرحمن ؟ لاشك أن سؤال الهداية هو الهاجس الذي يؤرق بال الأباء فمن المخزي أن نرى شابا في عمر الزهور، من دون بصمة في تاريخه ، ولا وعي في حاضره ،و لا هدف في مستقبله ، كأنه من عالم الجمود ، لا يعلم حتى عدد الركعات في صلاة العصر . كيف يمكن لهذا الشاب أن يكون بارا بوالديه و أن يكون ناجحا في حياته و قدوة لمن سيأتي بعده . نتأسف مرة أخرى من حال شبابنا حين تنصحهم و تدعوهم الى الطريق المستقيم و ترك المعاصي ، لا يستجيبون و لئن استجابو استجابوا جحودا و تعصبا في الموضوع ، و يدعوون أن الهداية بيد الله ، و أنه هو المهدي الى الصراط السوي كأنهم يريدون التخلص منك و الاستسلام لأمر الواقع مدركين خطئا الأية الكريمة في سورة القصص انك لن تهدي من احببت و لكن الله يهدي من يشاء سوف نقف و قفة تدبر و تفكير في هذه الاية و نقول أن العبد اذا شاء ان يهتدى لنفسه فإن الله تعالى سيهديه و ييسر له ، و إن اراد دون ذالك فله مثل ما أراد ، و هذا ان دل على شيئ فإنما يدل على أن الانسان مخير في حياته و تحديد مصيره . نعم هذا اختصار شديد لحال شبابنا اليوم ، لكن الى اي مدى يمكن ان يبقى الأمر على هذا الحال ؟ وهل سنكون من المتفائلين أم من المتشائمين من حال الشباب في المستقبل القريب ؟