نزل حديثا إلى المكتبات المغربية كتاب بعنوان "مولاي مسعود أكوزال، رجل من أعلام الجهادين" الذي صدر عن منشورات "لاكروازي دي شومان" في طبعة فاخرة، من إعداد الإعلامي محمد نبزر. وتتصدر الكتاب صورة لمولاي مسعود أكوزال وهو يتقدم للسلام على جلالة الملك محمد السادس، مع إهداء إلى جلالته "رمز سيادة المملكة المغربية، ورائد نهضتها، وضامن وحدتها واستقرارها، وقائد تنميتها الاقتصادية والبشرية"، وإلى روحي المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني، وكذا إلى "كل من ضحوا من أجل الاستقلال، والبناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمغرب الحديث". ويتضمن الكتاب، الذي يقع في 235 صفحة من الحجم المتوسط، والذي ستكون مداخيله هبة لبيت مال القدس الشريف، فصولا عديدة بدءا بالنسب الشريف للمترجم له (أسرة الأدارسة السوسيين)، والانتقال من إداوكنيضيف إلى مكناس، والرجل المقاوم وانتمائه إلى حزب الاستقلال سنة 1950، واندلاع ثورة الملك والشعب فحدوث انعطاف في تواصل أكوزال مع المقاومين وإيصال الدعم لهم وإمداداته لجيش التحرير بالشمال. كما يتضمن الكتاب شهادات عن جهاد مولاي مسعود أكوزال من منطقتي فاسومكناس وتكريمه من قبل المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وقصيدة بالمناسبة للشاعر محمد بن عبد الله موحتاين، والرجل الوطني التي تأتي قضية الوحدة الترابية في صلب انشغالاته، وحضوره في المسيرة الخضراء بالمساهمة في التموين واللوجيستيك، وإطلاق أولى المبادرات الاستثمارية بالصحراء، ومواكبة حرب الصحراء ومواساة أسر الشهداء. وانتقل معد الكتاب، الحافل بالصور والشهادات والوثائق، إلى الحديث عن أكوزال "الرجل المعتز بانتمائه المغاربي العربي الإسلامي"، من خلال دعم جبهة التحرير الجزائرية ومصادقة بعض قيادييها، ونصرة ودعم القضية الفلسطينية. وأفرد مع الكتاب فصلا للحياة التجارية لمولاي مسعود أكوزال، وآخر "للرجل الصناعي" الذي أقام مطحنة بمكناس مطلع الستينات ودخل عالم صناعة المنتوجات البحرية واستثمر في قطاع الدباغة والصباغة وولج قطاع الكيماويات، وشق طريقه إلى الأسواق في كل القارات، وحضوره اللافت في المجالين المالي والفلاحي. وتحدث الكتاب عن مولاي مسعود أكوزال "الرجل المحب للعلم والعلماء"، وعن "الرجل الاجتماعي" الذي يدعم الأعمال والجمعيات الاجتماعية والرياضية والفنية والصحية، من قبيل إسهام معامل الزيوت بمكناس في إقامة مجسم باب منصور بساحة لاكونكورد بباريس بمناسبة تظاهرة زمن المغرب في فرنسا، وختاما "الإشراقات الديبلوماسية الفكرية صناعية" لأكوزال. وكتب السيد امحمد بوستة الأمين العام الأسبق لحزب الاستقلال، في تصدير الكتاب، إنه "عند الحديث عن العناصر الوطنية التي واكبت الحركة الاقتصادية والتجارية والصناعية، وبصفة خاصة في بداية الخمسينيات من القرن الماضي وما بعد ذلك، نجد من بينها اسم مولاي مسعود أكوزال، الذي "انطلق بروح عصامية تمتاز بالاعتماد على النفس، وعلى الجد والاجتهاد في المجال التجاري والاقتصادي والصناعي، مع روح الابتكار والإبداع (...) ولم تكن هذه الروح منعزلة عن التوجيه الوطني". وفي تقديم الكتاب، قال السيد سعد الدين العثماني الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، إن "مولاي مسعود أكوزال كان حاضرا – بشكل من الأشكال – في عمق الأحداث السياسية والعلمية، التي عرفتها بلادنا، واسهم بفاعلية في دعم القضية الوطنية، قضية الصحراء المغربية، بدءا من دوره في المسيرة الخضراء إلى المساهمة في الجهد التنموي والاقتصادي للأقاليم الصحراوية". وفي الاستهلال، قال معد الكتاب محمد نبزر إنه "إضافة إلى هذه الحمولة المتعددة الصور والدلالات في حياته، وفضلا عن مكانته الوطنية والمقاوماتية والاقتصادية والصناعية، كانت في مساره جوانب أخرى إنسانية مضيئة ، فهو رجل محب للعلم والعلماء، وله معهم مواقف كثيرة، كريمة فضيلة، كما مواقفه مع الطلبة (...) كما أنه شجع ويشجع ودعم جمعيات المجتمع المدني الثقافية منها والفنية والرياضية والاجتماعية والصحية". يذكر بأن حفل تقديم الكتاب بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط تم بحضور أزيد من 400 شخصية تنتمي لعالم الثقافة والسياسة والأعمال، من ضمنهم السيد محمد الشيخ بيد الله رئيس مجلس المستشارين ورئيس الجمعية البرلمانية المتوسطية، والسيد عبد الرحمان اليوسفي الوزير الأول الأسبق، والسيد وجيه قاسم (أبو مروان) سفير دولة فلسطين السابق بالمغرب.