الفلوس وسخ الدنيا الدرهم الأبيض ينفع في كل يوم اسود الغنى، الكفاف، ،البخل، الاكراميات مترادفات، متناقضات، حيرة، ونحن نمشي ابان الغروب على جنبات البحر بالمحل المدعو عنق الجمل بالرباط، حيث ينتظر هواة الصيد سمكة، قد تاتي و لا تاتي، وحيث يكثر مرح وفرح مرتادي المكان، البعض بسيارات آخر صيحة، والبعض بالسيارات الملعونة، منها من أصبحت جزءا ثابتا من المكان،كلما غابت تناسلت الأسئلة، وتحرك الهاتف الخلوي، والبعض على دراجاتهم الهوائية او النارية ، تجمعات ، أكل وشرب و دخان، الكل يوحي بالكفاف و العفاف و الغنى عن الناس. قلت لرفيقي ، اترى كم هي الحياة جميلة، إن المال لا يخلق السعادة كما قرأنا ، وبعفويته المراكشية، اجابني للتو: ولكن المال إن لم يخلق السعادة فهو يخلق التعاسة . ابتسمنا وضحكنا وسكتنا. غروب يجذب عاشقي التصوير والتأمل. مات عبد الرحمان المجدوب ، لم تجدد الدنيا مجذوب عصرنا. لعله موجود فينا.فجاة، تذكرت قصة طريفة عشتها بسوس العالمة، الثرية، الثريا، حول المال و العفاف والكفاف والدين. في بداية التسعينيات، تنقلت في مهمة ادارية الى تافراوت ،القريبة من من ازربي، بلد السوسي القح بوفتاس، رجل اعمال و وزير سابق، دعيت الى غذاء حضره إمام مسجد المدينة ، متضلع في ميدانه، ورجل سلطة متمكن من مهامه. شرع الإمام ،في اطار اختصاصاته ، فى اعطاء درس موعضة و ارشاد، تناول فيه بالدرس و التحليل اقبال الناس على المال وما يترتب عنه من مآسي، كما وقف مليا على ضرورة اجتناب الاكراميات و الرشوة- ونحن موظفون- وكيف ان الناس تهتم بالغني و لا تكترث بالفقير،و حكى ان الفقير حينما يزور قرية، تشرع الكلاب في النباح حتى يبتعد عن اهل القرية. كنا نسمع ونصغي، ولا نلغو، ولو أن المناسبة ليست يوم الجمعة، شعرت بصاحبي رجل السلطة يساير الإمام بإشارات الموافقة، أكمل الفقيه درسه. وأضاف ساحكي لكم قصة لها علاقة بالدرس. ذهب الإمام الى حج بيت الله- على نفقته او بواسطة تزكية او اكرامية- وكان يتواجد بالحج السيد بوفتاس، ،الذي كان آنذاك او قبل وزيرا للسكنى، ونظم هذا الأخير حلقة او أكثر يستمع فيها لدرس ديني ، وهو دائما في اتجاه الكعبة.أما الإمام ، فكان يعطي الدرس وهو يولي ظهره للكعبة .لاخيار لهما معا. تمرد الفقيه على الوضع ،قال كيف أدير ظهري الى الكعبة،انه جاء قبل كل شي من اجل التعبد و أداء المناسك بكل روحانية. الله ينعل الفلوس. تصورت صاحبي رجل السلطة، يتساءل بذكاء :كيف تمرد الفقيه ، والسيد بوفتاس من اعيان المنطقة و كبار قومها ، وما ارتكب من ذنب. توقف الفقيه عن العمل . روح النقابة الدينية غمرت قلبه. لكن جاذبية أو واجب الوعظ و الإرشاد لم تفارق الفقيه، حكى، انه تنقل بين مجموعات، دعوه او اقترح هو إعطاء درس بين يدي احد الأثرياء. سار الفقيه في الحكي بتفصيل و بنشاط وإعجاب عن الدرس وعن المتعهد. طابق الكسكس السوسي الأصيل وضع على الطاولة، سيختم الفقيه الحكاية . قال بالحرف: وأعطاني- متعهد الدرس- أضعاف ما كان سيعطيني إياه بوفتاس . وحيث أن الختم لا بد أن يكون للمخزن السعيد. رجل السلطة – إنسان ذكي ولبق- ختم الجولة بقوله بالحرف: شفتي أش كيدير الدرهم آلفقيه؟ الرباط في 28 يونيو 2015