ترقد امرأة مسنة في حالة صحية حرجة، في قسم جراحة العيون والأنف والأذن والحنجرة، بالمركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، بعد أن هاجمها ثور هائج، في الساعات الأولى من صبيحة أمس السبت، داخل مجزرة البهائم بعاصمة دكالة. وحسب مصدر مقرب من البحث الذي تجريه في النازلة الضابطة القضائية، فإن شاحنة محملة بالبهائم ولجت في الساعات الأولى من صبيحة السبت الماضي، إلى مجزرة الجديدة، الخاضعة لنفوذ المقاطعة الحضرية الأولى. حيث جرى إنزال البهائم المعدة للذبح تباعا من شاحنة، وكانت رؤوسها مغطاة بأكياس تحجب عنها رؤية ذبح وسلخ الحيوانات من بني جلدتها. لكن ثورا دخل في حالة هيجان، عندما أحس، بغريزته وفطرته، المصير الدموي الذي ينتظره. حيث قفز بقوة من أعلى الشاحنة، وشرع في مهاجمة كل من أو ما يجده أمامه، محاولا النجاة بجلدته والهرب إلى خارج المجزرة. وقد صادف في طريقه امرأة مقعدة في عقدها السابع، اعتادت المجيء، صبيحة كل يوم، إلى "الكورنة"، لبيع وجبات الإفطار لزبائنها من الجزارين والفلاحين. وقد اعتدى عليها الثور المجنون، رغم كونها احتمت تحت الطاولة التي تعرض فوقها البيض المسلوق والشاي والقهوة والخبز. إذ رفعها بقرنيه، وسدد لها طعنات في مختلف أنحاء جسدها، بما في ذلك عينها. ولولا تدخل الباعة والجزارين، لكان الحيوان الهائج، جبل من اللحوم والعظام المتحركة، أرداها جثة هامدة. وقد حضرت سيارة إسعاف، نقلت الضحية المضرجة في دمائها، في حالة صحية حرجة، إلى المستشفى، حيث خضعت للإسعافات الأولية داخل قسم الإنعاش، قبل أن يحيلها الطبيب المعالج (المداوم) على قسم جراحة العيون والأنف والأذن والحنجرة، بالطابق الأول، حيث مازالت طريحة الفراش، لا تقوى لا على الحركة ولا على الكلام ولا على الأكل. هذا، وبعد مرور حوالي 6 ساعات عن وقوع النازلة التي كادت عواقبها أن تكون مأساوية، انتقل حسن بونظيف، ضابط الشرطة بالدائرة الأمنية الخامسة، والذي كان يؤمن وقتها مصلحة المداومة، إلى المستشفى، حيث عاين حالة الضحية، واستمع إلى تصريحاتها. هذا، ومن المفترض أن يكون الضابط بونظيف انتقل كذلك، صباح االسبت الماضي، إلى مجزرة الجديدة، لمعاينة مسرح النازلة، والاستماع إلى المسؤولين عن الإجراءات والتدابير الأمنية المتخذة، من أجل تأمين عمليات ذبح البهائم، وتفادي مثل هذا الحادث، وكذا، عمن رخص أو سمح للضحية، المرأة العجوز، بالولوج إلى "الكورنة"، وممارسة نشاطها التجاري