تتواصل تفاعلات ما بات يعرف بقضية مقالع” فم تيرت” بأولاد جرار بتيزنيت و لعل أخر تطورات هذا الملف ما تفجر قبل نهاية السنة الماضية عندما إحتج المئات من ساكنة أولاد جرار على الترخيص باستغلال تلك المقالع . هذا، و تعتبر فئة عريضة من ساكنة المنطقة، أن هذه المقالع تشكل مصدر خطر على المياه الجوفية التي تغذي العيون والآبار بالمنطقة بفعل قوة التفجيرات التي تستعمل فيها مادة “الديناميت “، كما أن الأشجار الغابوية مهددة بفعل تطاير الغبار عليها، ومن الأشجار المهددة بهذا الخصوص، شجرة الأركان التي تتواجد في محيط المقالع، إلى جانب الشقوق التي أصابت جدران العديد من المنازل في الدواوير المجاورة، ما جعل ساكنة المنطقة تعيش قلقا مستمرا بسبب الأشغال المستمرة في تلك المقالع . من جهة أخرى يتحدث العديد من الفاعلين الجمعويين عن الخروقات الكثيرة في دفتر تحملات تلك المقالع والتي إستمرت لسنوات طويلة، مما يطرح سؤالا عريضا عن دور الجهات المسؤولة في المراقبة والقيام بمهامه. كما أن مناصري البيئة يعتقدون أن الحياة الطبيعية مهددة بالفعل وأن ملف مقالع “فم تيرت” ليس قضية المنطقة بل قضية الوطن ككل، كون المغرب يعتبر البيئة مرتكزا إستراتيجيا في التنمية، وهو أمر يتفق معه بعض المنحدرين من المنطقة والمتواجدين خارج المغرب و الذين ينشطون في أحزاب ومنظمات دولية تهتم بالبيئة والذين يخططون للقيام بزيارة ميدانية رفقة نشطاء دولين من أجل مساندة الساكنة . وأمام هذا الوضع، يطالب بعض الفاعلين المحليين بمحاسبة مسؤولين على الصعيد الجهوي والإقليمي على خلفية الملف بإعتبارهم يحاولون تجاهل هذه القضية الشائكة التي أصبحت أكبر منهم، وهو ما يعني في نظر الفاعلين أن أولئك المسؤولين مستفيدون من إستمرار عمل المقالع، لكن يضيف ذات الفاعلين أن ما يجهل في القضية أنهم مكشفون وأن الكشف عن أسمائهم سيتم عندما يتأكد بأنهم مصرون على المضي في مخططاتهم . من جانب أخر، صعد إلى سطح الأحداث الجارية، دور وكالة الحوض المائي لسوس ماسة درعة في إعطاء رخص المقالع و مدى قدرة الوكالة في إجراء دراسة واقعية لمدى ثأثير أشغال المقالع على صيب العيون والثقب المائية ،وهو ما يضع مسؤولي هذه الوكالة أمام مسؤولية كبيرة أمام الرأي العام المحلي والوطني . وفي سياق التحركات التي تجرى بشكل سري، فقد كشف أحد المصادر بأن هناك تحضيرات تجرى لكي تقوم لجنة مكونة من بعض الفاعلين بإجراء لقاءات مع عدد من أبناء المنطقة ومدافعين عن البيئة الذين يشغلون مناصب في البرلمانات الأوربية وأمريكا الشمالية والمؤسسات المالية والإقتصادية من أجل تدارس قضية المقالع وتحديد نوع وحجم التدخل المطلوب لكي يتم إغلاقها بصفة نهائية . وتجري هذه التحركات في الوقت الذي يتم فيه الإستعداد لتوجيه الدعوة لعدد من الصحافيين المغاربة و ممثلي الصحافة الدولية المعتمدة بالمغرب للقيام بزيارة ميدانية للمنطقة من أجل الإطلاع على حقيقة الوضع . ووسط هذه التحركات داخل وخارج المغرب والتي جعلت من الموضوع قضية رأي عام، فيبدوا أن مقالع” فم تيرت” بأولاد جرار لن تتوقف عن العمل حتى تقتلع مسؤولين من مناصبهم.