بإحدى الثانويات النموذجية بنيابة وزارة التربية الوطنية بأكادير إداوتنان،عقد الناجي شكري ائب وزارة التربية الوطنية بأكادير اجتماعه الثالث خلال شهر واحد مع رؤساء المؤسسات التعليمية بالابتدائي لتثبيت أسس العمل في إطار مقاربة تشاركية مبنية على الإشراك والتشاور في كل الأمور المتعلقة بالتدبير التربوي والإداري وكذا الاجتماعي . الثانوية التأهيلية الإدريسي التقنية التي يكنى عليها محليا ،الثانوية الخضراء ،بالنظر إلى مستوى تأهيل فضاءاتها ولحملها لشعار ثانوية بلا تدخين ،هي التي كانت مسرحا لهذا اللقاء التربوي الذي تقرر أن يصبح تقليدا يعقد في نهاية كل شهر لتسهيل الإحاطة بكل القضايا والمستجدات التي تعرفها الساحة التعليمية بالإقليم. اجتماع السبت الماضي كان مناسبة تم من خلاله تسليط الضوء في البداية على التعليم الأصيل الذي سيشكل الاستثناء بولوجه المدرسة الابتدائية العمومية بنيابة أكادير إداوتنان في بعض المؤسسات التعليمية المستجيبة لبعض الشروط على بساطتها ،انطلاقا من الموسم الدراسي المقبل ،وباعتباره خيارا استراتيجيا لكونه يندرج في إطار تنفيذ مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين وخاصة المادة 88 التي تنص على إحداث مدارس نظامية للتعليم الأصيل من التعليم الابتدائي إلى التعليم الثانوي.المؤسسات الراغبة في الانخراط في هذا النوع من التعليم عبرت عن ذالك صراحة ،وقدمت في شخص رؤسائها دوافع وحوافز هذا الاختيار. وفي إطار التعميق في الإحاطة بكل تجليات هذا الموضوع قدم الأستاذ محمد تيريش مفتش التعليم الابتدائي بنيابة تارودانت عرضا تطرق فيه إلى التعريف بالتعليم الأصيل ،مرجعياته ومنهاجه ،كما القى الضوء على ثلاث مذكرات أساسية منظمة لهذا النوع من التعليم وفي مقدمتها، الحاملة لرقم 92 والصادرة بتاريخ 19 غشت 2005 في شأن توسيع شبكة مؤسسات التعليم الابتدائي الأصيل وذالك بإحداث ستة أقسام للسنة الأولى من الابتدائي الأصيل في كل جهة بالمغرب لا يوجد فيها هذا النوع من التعليم،كما تنص على إحداث لجن جهوية مشتركة لمتابعة هذا الملف بين العلماء والأكاديميات للتغلب على الصعاب التي تعترض هذا المشروع التربوي الهادف.الأستاذ محمد تيريش قدم كذالك تعريفا للتعليم الأصيل كقسيم للتعليم العام ومكون من مكونات النظام التربوي الوطني الذي يتوفر على نفس هيكلة التعليم العام وعلى نفس نظام الدراسة ،كما تتضمن مناهجه ومقرراته الدراسية موادا دراسية متميزة (المواد الاسلامية ،اللغة العربية )بالإضافة إلى ما هو مسطر في التعليم العام.المتحدث تطرق كذالك في معرض حديثه إلى الخريطة التربوية المنظمة لهذا المشروع ،وآليات العمل والإجراءات المصاحبة والداعمة ،بالإضافة إلى تنظيم الدراسة في التعليم الابتدائي الأصيل الذي يعتبر في نهاية المطاف شكلا من أشكال التعليم العمومي. بعد ذالك فسح النائب الإقليمي ،الذي قام بتسيير هذا اللقاء التواصلي ،المجال لتدخلات المدراء الذين عبروا بدورهم ،وبكل أريحية عن ما يخالجهم من أفكار ،وأفرغوا ما في جعبهم من تساؤلات ،من قبيل صعوبات نقل التجهيز من النيابة إلى المؤسسات بسبب افتقار النيابة إلى وسيلة نقل قادرة على تلبية هذا الغرض ،ومشاكل الموارد البشرية ،بعض الاكراهات ذات الطبيعة التدبيرية.تدخلات المديرين انصبت في مجملها على خصوصيات كل مؤسسة على حدة وعلى التنوع في طبيعة المشاكل بتنوع بيئة الانتماء والمحيط.مما يتطلب تضافر مجهودات كل المتدخلين في المنظومة التي تتقاذفها أمواج المقاومة من كل الجوانب،لكن بمثل هذه اللقاءات والمبادرات ،التي استحسنها الجميع، يمكن إخراجها إلى بر الأمان وحمايته من كل التيارات ،لأن بالاستماع إلى النبض تحدد طبيعة الداء وبالتالي وصف الدواء المعالج.