التأكيد على أهمية التعليم الأصيل في صقل المهارات البيداغوجية والحفاظ على القيم التربوية الموروثة «تفعيل مقتضيات توصيات اليوم الدراسي الذي نظمته الأكاديمية حول التعليم الأصيل الابتدائي» هو محور اللقاء التواصلي الذي جمع الناجي شكري النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بأكادير إداوتنان والدكتورين محمد جميل رئيس المجلس العلمي بأكادير وصالح أزوكاي، يوم أمس الخميس، بمركز تكوين أستاذات وأساتذة التعليم الابتدائي بأكادير، بمديري ومديرات التعليم الابتدائي التابعين لنيابة أكادير إداوتنان وبممثلي جمعيات الآباء وأولياء التلاميذ. اللقاء، استهله نائب الوزير بكلمة نوه من خلالها بالمجهودات المبذولة من طرف المهتمين بالشأن التربوي الديني بالإقليم للارتقاء والحفاظ على القيم الاسلامية وأخلاقه داخل المنظومة التعليمية بالمنطقة، مشيرا إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة في شخص وزارة التربية الوطنية للتعليم الأصيل والمكانة التي يحظى به لدى المغاربة، لذالك يضيف المسؤول الإقليمي، يجب علينا إبلاء بدورنا أهمية قصوى لهذا النوع من التعليم التهذيبي. الناجي شكري دعا أيضا الحاضرين في معرض تدخله إلى ضرورة الإسراع في اعتماد التعليم الأصيل في مؤسساتنا التعليمية الابتدائية ولو في بعض المؤسسات، كخطوة أولى في انتظار التعميم التدريجي كلما سمحت الظروف بذالك طبقا لمبدأي «كل ما لايؤخد كله، لايترك جله» و»مسافة ألف ميل تبدأ بالخطوة الأولى» في إشارة منه إلى أهمية اعتماد هذا النوع من التعليم ولو في بعض المؤسسات العمومية التي تستجيب لبعض المواصفات البسيطة في شكلها ومضمونها، طالبا من مسؤولي المؤسسات الخصوصية التي كان لها شرف احتضان التعليم الأصيل، تزويده بدراسة مقارنة بين هذا النوع ونظيره المعمول به بشكل عام، لاعتماده في دراسة تقويمية مساعدة في التوجيه، كما وعد الحاضرين بتشجيع مدارس التميز في حفظ القرآن الكريم وزيارة المدارس الخصوصية السباقة في هذا الإطار، للوقوف على مدى نجاح التجربة من عدمها في عين المكان، مذكرا بتطابق الغلاف الزمني المعتمد في كلا النوعين من التعليم والمحدد في 30 ساعة أسبوعيا. من جانبه، ثمن الدكتور محمد جميل مبادرة النائب الإقليمي باقتراحه لهذا اللقاء التواصلي وذكر باللقاء الأخير الذي جمع هيئة علماء المغرب بوزير التربية الوطنية تم فيه التطرق إلى السبل والآليات الكفيلة بولوج التعليم الأصيل بصيغته وشكله الجديدين في المدارس العمومية بالمملكة كما ذكر بالميثاق الذي تم توقيعه في نهاية اللقاء والقاضي بإنشاء لجنة مشتركة بين الوزارة والهيئة. جميل، حدد أيضا في معرض حديثه، الأهداف التي يتغياها التعليم الأصيل والمتمثلة في استمرار الهوية والمرجعية العليا للثقافة الإسلامية ووحدة البلاد وصونها من حيث الشريعة والقيم، كما ذكر بالمفهوم الجديد للتعليم الأصيل الذي لا تربطه أية صلة بالتعليمين العتيق والقديم، مبديا استعداده التام في تنظيم لقاءات تكوينية لتسليط الضوء أكثر على الأسس التي بني عليها التكوين الأصيل وصقل الأدوات والمهارات البيداغوجية للمقترحين من الأساتذة لتدريس الشق المتعلق بالتربية الاسلامية ومكوناتها في التعليم الأصيل. كلمة الدكتور صالح أزوكاي ركزت بالخصوص على الآفاق التي يتيحها التعليم الأصيل وفي جميع الاختصاصات والتي توازي تلك المتاحة في التعليم النظامي العام، بل تفوقها أحيانا باعتبار حافظ القرءان الكريم جزئيا أوكليا يتفوق حسب التجارب المعيشة، يضيف الدكتور صالح على الآخرين بملكة الحفظ والاستيعاب، مشيرا إلى أن المناهج والبرامج الخاصة بالتعليم الأصيل في الطورين الابتدائي والإعدادي قد تم استكمال كل ترتيباتها التنظيمية. هذا وقد تأسف أزوكاي على تأخر جهة سوس ماسة درعة (سوس العالمة) في هذا النوع من التعليم مقارنة مع جهات أخرى تبوأ فيها مكان الريادة. في ختام هذا اللقاء الذي قام بتسييره، الأستاذ محمد الوادي رئيس جمعية أستاذات وأساتذة التربية الإسلامية بالجهة، فسح المجال لطرح ما يكتنفه الغموض واستجلاء بعض النقط التي تتطلب التوضيح من طرف المشاركين في هذا اللقاء التواصلي الأول من نوعه على مستوى جهة سوس ماسة درعة.