على خلفية التحريات التي باشرتها المصالح المعنية لفك لغز انتحار الفتاة التي رمت بنفسها من الطابق الثالث بعمارة بحي السلام بأكادير، والتي لفظت أنفاسها الأخيرة بمستشفى الحسن الثاني بالمدينة، ظهرت معطيات جديدة في ملف هذه القضية المؤثرة والتي يكون الفقر الدافع الرئيسي لارتكاب هذه الجريمة بحق النفس البشرية. في هذا الإطار حصلت جريدة أكادير 24 أنفو، على معطيات تفيد أن الفتاة تبلغ من العمر 15 سنة، تنحدر من مدينة القليعة، التابعة ترابيا لعمالة إنزكان أيت ملول، وكانت تشتغل قيد حياتها كخادمة لدى سيدة مقعدة تقطن بالعمارة التي رمت فيها الفتاة بنفسها.. من جانب آخر، أفادت مصادرنا، أن أم الضحية هي من استقدمت ابنتها للعمل كخادمة مقابلة أجرة شهرية حددت في مبلغ 1000 درهم شهريا، بالاضافة إلى إيواء الفتاة ورعايتها، غير أنه بعد مدة ربطت المشغلة الاتصال بوالدة الفتاة تطالبها بالحضور على عجل لكون الفتاة وجدت فاقدة للوعي أمام المنزل نظرا لإصابتها بمرض مزمن في قلبها، لكن الأم اعتذرت للسيدة طالبة مهلة حددت في ثلاث أيام قبل وقوع الحادث.. وأوضحت ذات المصادر، أن الفتاة سمعت كل ما دار بين أمها ومشغلتها، لتسرع مباشرة إلى سطح العمارة مهددة بالانتحار، ورغم نداءات مشغلتها وحارس العمارة، وكذا المارة الذين تجمعوا حول مكان الواقعة، لكن الخادمة القاصر رفضت الامتثال، ورمت بنفسها من سطح العمارة، ليتم نقلها على الفور إلى مستشفى الحسن الثاني الذي لفظت فيه أنفاسها الأخيرة بعد أيام من إحضارها، نظرا لإصابتها بكسور ورضوض خطيرة خصوصا بالعمود الفقري.. وربطت مصادرنا إقدام الفتاة على الانتحار بهذه الطريقة هو عدم رغبتها في العودة مجددا إلى بيت عائلتها التي تعاني من ضيق الحال وهو ما جعلها تفكر في الاشتغال كخادمة بالبيوت في محاولة منها لإعانة الأسرة من جهة وتدبر حياتها بنفسها لكن الأقدار وأمام ضعفها وصغر سنها وفي غياب المساعدة والمصاحبة النفسية أقدمت على رمي نفسها من سطح العمارة لتلفظ أنفاسها الأخيرة.