أصدر حزب الاتحاد الإشتراكي ما سماه “نداء أكادير” و الصادر عن ندوة أكادير المنعقدة يومي 24 و 25 مارس الجاري تحت شعار ” الاتحادالاشتراكي،وأسئلةالمغربالراهن“، وفيما يلي نص النداء كاملا: إن مناضلات ومناضلي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المشاركون في ندوة: “الاتحاد الاشتراكي، وأسئلة المغرب الراهن” المنظمة من قبل الكتابة الجهوية لجهة سوس ماسة درعة يومي 24 و 25 مارس 2012 بأكادير؛ إذ ينوهون بهذه المبادرة التي شكلت لحظة لمقاربة قضايا فكرية وسياسية وتنظيمية جوهرية بالنسبة للحزب والوطن، راهنا ومستقبلا، فإنهم يثمنون عاليا الروح النقدية البناءة والمسؤولة التي ميزت المداخلات وطبعت النقاش، مما يجعل من ندوة أكادير محطة رئيسية في القضايا الإستراتيجية التي سيواجهها حزبنا في المرحلة المقبلة سواء في شقها التنظيمي أو الجماهيري. وبالمناسبة ندعو كافة التنظيمات الحزبية على امتداد الوطن إلى التعبئة الشاملة لمناضلي الحزب وأنصاره من أجل تدشين مرحلة جديدة في نضال حزبنا عبر تمتين ارتباطه بالحركة الجماهيرية المتنامية، من أجل الدفاع عن مكتسبات شعبنا على كافة الأصعدة، في أفق استكمال بناء المجتمع الديمقراطي وتكريس قيم الحداثة. إن اختيار حزبنا العودة إلى موقع المعارضة، يفرض على الاتحاديين إعادة التفكير في المشروع الفكري والسياسي والتنظيمي للاتحاد من أجل صياغة إستراتيجية عمل شاملة تأخذ بعين الاعتبار التحديات التي تواجه التطور الديمقراطي والتنموي لبلادنا. ولعل مسألة الهوية الإيديولوجية والفكرية للاتحاد بحاجة إلى توضيح وإثراء على ضوء التحولات الكبرى التي يشهدها محيطنا الإقليمي والدولي في زمن العولمة المأزومة. ويعتبر سؤال الهوية منطلق تجديد مشروعنا المجتمعي والسياسي وتطوير أدائنا التنظيمي من أجل جعل حزبنا حزبا حداثيا منفتحا على محيطه، متجددا باستمرار، وبالتالي قادرا على استيعاب الأجيال الجديدة للقوات الشعبية. إن الاتحاديات والاتحاديين المشاركون في ندوة أكادير يعتبرون أن انعقاد المؤتمر الوطني التاسع أضحى ضرورة سياسية استعجالية، يتطلب تحضيرا جديا ونوعيا تسهم فيه جميع فعاليات الاتحاد، يسعى إلى تجاوز كل الحسابات قصيرة النظر ويجعل منه محطة حاسمة لإعادة البناء والتأهيل الشامل بما يمكن الحزب من استرجاع موقعه في المجتمع واضطلاعه بمهامه الراهنة والمستقبلية. وفي هذا السياق ، وجب التأكيد على أن المعركة الديمقراطية والتحديث والعدالة الاجتماعية هي معركة كل الديمقراطيين على اختلاف اتجاهاتهم ومرجعياتهم المذهبية والسياسية، مما يفرض على جميع الديمقراطيين واليساريين المغاربة العمل على توحيد الجهود وتنسيق المواقف في أفق بناء جبهة قادرة على بلورة بديل تقدمي ديمقراطي ذي امتدادات شعبية. لذا يوصي المشاركون في هذه الندوة قيادات الاتحاد وطنيا وجهويا وإقليميا لفتح نقاش عميق ومنتظم مع كل مكونات العائلة اليسارية على قاعدة الالتزام بالثوابت الوطنية والاختيار الديمقراطي، وذلك سعيا وراء بناء الحزب الاشتراكي الكبير. وبالموازات مع ذلك، يدعو المنتدون جميع أطر الحزب ومناضليه إلى الانخراط الفعلي في حركية المجتمع المدني لدعم مطالبه المشروعة لمحاربة الفساد وكل مظاهر الاستبداد. وفي ذات الوقت يعلن المشاركون في الندوة تضامنهم ودعمهم للنضالات الجماهيرية ضد كل أصناف الفساد والظلم الاجتماعي، وضد كل الأصوات الداعية للتضييق على حرية التعبير والإبداع والتراجع عن المكتسبات التي حققتها الحركة النسائية بفضل نضالاتها المريرة والطويلة، وفي هذا الصدد نندد بالتأويلات المغرضة لمأساة المرحومة “أمينة الفيلالي” التي كانت ضحية القوانين الجائرة التي مازالت تكرس دونية المرأة المغربية. وفي هذا الصدد، ندعو المثقفين المتنورين والمبدعين والمفكرين للانخراط في معركة الحرية وترسيخ حقوق الإنسان المتعارف عليها كونيا. كما ندعو كافة القوى الديمقراطية إلى العمل على كل الواجهات المؤسساتية والجماهيرية من أجل تنزيل ديمقراطي للدستور وصيانة مكتسبات الشعب المغربي وحقوقه في العيش الكريم في وطن حر ديمقراطي وحديث.