لا حديث هذه الآيام في مدينة تمنار بعمالة الصويرة، إلا عن الهجمة الشرسة التي يشنها رجال الدرك الملكي على ممتهني النقل السري بقرى ومداشر قبائل حاحا، خلال الأسابيع القليلة الماضية، والتي باشرتها مؤخرا فرقة الدراجين التي تعزز بها أسطول عاصمة حاحا لتنضاف للعدد الهائل لعناصر الدرك الذي يتجاوز عددهم 70 عنصرا، في منطقة قروية تعرف بعزلتها وصعوبة مسالكها وبالمستوى الهش لساكنيها خاصة بإمكراد وإدا ويدر. وأكدت مصادر للجريدة، أن القبضة الحديدية للدرك الملكي، والتي لم تستثن حتى المارة، تأتي في عز ظروف مناخية جد قاسية تتميز بموجة برد قارص تعم المنطقة على غرار باقي مناطق المغرب، تسببت في صعوبة الحصول على وسيلة نقل مناسبة تقل الأفراد من وإلى وسط المدينة لقضاء أغراضهم الحيوية. وشملت الحملة المرورية التي قد تتكرر لنفس المركبة ونفس الشخص في ظرف وجيز، مخالفات تجاوز عدد المقاعد المسموح بها، والتشدد في مراقبة جزئيات الحالة الميكانيكية للمركبات (السينيالات، سطوب…) والمخالفات المرتبطة بأماكن الوقوف بأرصفة "الجماعة القروية"، والامعان في تعطيل شاحنات توزيع قنينات الغاز ونقل خشب التدفئة وامتدت الحملة إلى النقل الخاص بالخضر والسلع التموينية داخل السوق الاسبوعي. بالموازاة مع هذه الحملة رصد مراسلنا، لجوء عناصر الدرك الملكي إلى نصب حواجز غير قانونية ولمدد قصيرة لا تتجاوز 60 دقيقة بمناطق منزوية على مختلف الطرق المتفرعة عن الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين الصويرة وأكادير، بهدف استخلاص أتاوات ورشاوى على حساب ساكنة المنطقة التي تعاني أصلا من الهشاشة وقساوة الظروف المعيشية والمناخية.