تمكنت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بأكادير، من تفكيك عصابة يقودها تلاميذ التعليم الابتدائي والإعدادي، مكونة من 13 تلميذا، متورطة في عملية سرقة محتويات سيارات من نوع داسيا. وقد تم اعتقال أفراد هذا التشكيل العصابي على دفعتين. وقد مثل صباح يوم أمس الأحد أمام أنظار الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بأكادير الدفعة الثانية، من العصابة التي تتكون من 5 تلاميذ في حالة اعتقال، فيما تم تقديم الدفعة الأولى التي تتكون من ثمانية أفراد الأسبوع الماضي. وتعود تفاصيل القضية التي باشرتها مصالح الشرطة القضائية بأكادير، إلى تلقي مصالحها شكاوى من طرف مواطنين تعرضت سياراتهم للتكسير وسرقة محتوياتها بكل من حي الشرف وحي الموظفين وليراك بواركان ومناطق مختلفة بالمدينة، بخصوص سرقة محتويات سياراتهم. وقد أثمر البحث بتوقيف عصابة أولى تضم ثمانية أفراد، تتراوح أعمارهم ما بين 11 و 16 سنة، ويتابعون دراستهم بالتعليم الابتدائي والإعدادي بكل من المدارس المتواجدة بحي إحشاش وليراك بواركان وحي الموظفين. وبعد الاستماع إلى التلاميذ الموقوفين، اعترفوا جميعا بقيامهم بالسرقة من داخل السيارات من نوع داسيا لسهولة فتح أبواب هذا النوع من السيارات عن طريق مقصات حديدية. وكان التلاميذ يسرقون محتويات السيارات من هواتف نقالة ومبالغ مالية تركها أصحابها بالسيارة. كما أدلوا عناصر الشرطة القضائية على الأمكنة التي اتخذوها لممارسة نشاطهم الإجرامي، واعترفوا أن تلميذا ملقبا "بالبيضاوي" هو العقل المدبر الذي يقف وراء تكوينهم وتدريبهم على طريقة فتح هذا النوع من السيارات وسرقة ما بداخلها رفقة مجموعة من زملائه الذين يدرسون بصحبته في الإعدادية. ومباشرة بعد أن اعترف تلاميذ المجموعة الأولى المكونة من ثمانية أفراد بجرائم السرقة وأدلوا بأسماء زملائهم أوقفت عناصر الشرطة القضائية 5 تلاميذ وهي المجموعة الثانية، ضبطوا داخل سيارة داسيا بحي الهدى بأكادير في حالة تلبس بسرقة دراجة هوائية من داخل السيارة، بعد أن قاموا بفتح الباب الأمامي للسيارة عن طرق مقص حديدي، قبل أن توقفهم عناصر الشرطة القضائية . وقد كشف التلاميذ أثناء التحقيق أنهم يرابطون أمام الشوارع والأزقة التي غالبا ما تكون خالية من المارة في أوقات الفراغ بهدف سرقة ما بداخل سيارات داسيا على وجه الخصوص. كما أسفرت التحريات عن وجود ثلاثة تلاميذ لا زالوا في حالة فرار، شركاء العصابتين الإجراميتين سبق لهم وأن نفذوا رفقة زملائهم الموقوفين عمليات السرقة استهدفت نوع داسيا بعدة أحياء بالمدينة. هذا وقد عرض التلاميذ على أنظار الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بأكادير، بتهمة تكوين عصابة إجرامية والسرقة من داخل السيارات بالكسر واستعمال مقصات حديدية، الذي قرر متابعة الجميع بالتهم المنسوبة إليهم وأحال الملف على قاضي التحقيق الذي وضعهم تحت المراقبة القضائية بحضور أولياء أمورهم، في انتظار استكمال التحقيق والتعرف على باقي المشاركين في العملية. مثل أيضا في نفس الملف شخص تمت متابعته بتهمة شراء مسروقات متحصلة عن جناية. ومن جانبها تواصل الأجهزة الأمنية جهودها لإيقاف التلاميذ الثلاثة الذين لا زالوا في حالة فرار. وبهذا تكون عناصر الشرطة القضائية بأكادير، تمكنت من فك شفرة هذا الملف، ملف استهداف السيارات من نوع داسيا في ظرف قياسي وتمكنت من تحديد الفاعلين الذين لم يكونوا سوى تلاميذ متمدرسين بالمؤسسات التعليمية بأكادير.. تجدر الإشارة، إلى أن التلميذ الذي يتراوح سنه ما بين 11 و 16 سنة، يتنقل حاملا محفظة على كتفيه، يستطيع أن يمر بجانبك دون أن يثير انتباهك، مثله مثل سائر التلاميذ الذين يتابعون دراستهم وخارجين لتوهم من قاعة الدرس، في حين يتخذون من السرقة مهنة رديفة تهدف إلى تمويل جيوبهم، ولديهم معرفة كبيرة بطريقة فتح سيارات عن طريق مقصات حديدية وسرقة محتوياتها. الحالات الموثقة أمام العدالة، ناهيك عن ما ترصده المصالح الأمنية من حالات بعض التلاميذ الذين يتعاطون للأفعال الإجرامية من قبيل السرقة في هذا السن، تكون ناتجة بالأساس عن الفراغ الذي يعيشونه في محيطهم المعيشي، وفي ظل ضعف الرقابة الأسرية،التي تجدهاغائبة تماما عن مراقبة الابن ومصاحبته وتتبع أثره ومعرفة مصدر الأموال التي يحصل عليها. كل هذه العوامل تدفع بالتلميذ لارتكاب مثل هذه الأفعال الإجرامية، على غرار الجرائم التي يرتكبها جناة محترفين. شارك هذا الموضوع: * * * * المزيد * * * * * Pocket * * * مشاركة على Tumblr