هنا توقف الزمان للحظة، حيث تفوح رائحة الموت على جنبات وادي ‘تمسورت" بين تيمولاي وبيزاكارن بإقليم كلميم...هنا اختلطت الاوراق لدى الكثير من المراقبين...الإقليم يحصي ضحاياه، وينقلهم في مثواهم الأخير في جو مهيب امام عدسات الكاميرات، فيما السؤال الذي تلوكه كل الألسن: ما وقع مسؤولية من؟! . نعيد نشر فيديو جد مؤثر بثه موقع "تيزبريس" الاخباري بعدسة الزميل محمد بحراني الذي واكب عملية تشد الانفاس..إنها لحظة استخراج الجثث العالقة وسط الوحل...جثث 15 شخصا تم استخراجها بصعوبة بالغة بمساعدة الأهالي في مشهد يدمي القلب. الفيديو يصور بوضوح كيف استعانت ساكنة المنطقة بنعوش مصنوعة من أغصان الاشجار لحمل جثت الضحايا... نعوش بدائية زادت من وقع الفاجعة على الأهالي، وزكت واقع الإهمال والعزلة التي تعيشها مثل هذه المناطق من المغرب العميق. بدأت اولى الجثت تظهر بعد زوال البارحة في مشهد مؤثر للغاية، وانتهت بانتشال بعضها، في حين بقيت جثت اخرى عالقة الى غاية صبيحة اليوم الاثنين، وهو ما زاد من موجة الحنق والسخط التي عمت المكان، غير ان القشة التي أفاضت الكأس، وحولت مجرى الفاجعة الى موجة استنكار كانت لحظة ظهور صور تشير الى نقل جثت الضحايا عبر شاحنات نقل الأزبال في مشهد مهين وحاط بالكرامة الانسانية. وتحولت صور نقل جثامين الضحايا عبر شاحنات نقل الأزبال الى "حدث" مؤلم استنكره الجميع، حيث إبان عن جزء من ماسي المغرب العميق الذي يئن تحت وطأة التهميش والإهمال.