عرفت مدينة اكادير مابين 23 و 25 اكتوبر فعاليات المؤتمر الدولي للتسمم بحضور خبراء و اساتذة دوليين. و انا أتابع عن كتب مجريات المؤتمر الدولي و مداخلات الاساتذة بخصوص انواع التسمم التي قد تصيب الإنسان، استوقفني بالخصوص نوع واحد و هو التسمم الغذائي الذي يشكل إلى جانب التسمم الدوائي النسب الكبيرة من حيث أنواع التسمم بالمغرب. و هكذا تراءت أمامي صور بعض أصدقائي و معارفي ممن عانوا من أعراض التسمم الغذائي بل و تم الإحتفاظ بالعديد منهم تحت الرعاية الطبية فيما آخرون تم غسل معدتهم، و استرعى انتباهي أكثر أن غالبية هؤلاء تعرضوا للتسمم جراء استهلاك لأنواع مختلفة من السمك. هذه الثروة التي تزخر بها منطقتنا و تشكل مصدر استهلاك كبير لشريحة مهمة من السوسيين والمغاربة والسواح. فتساءلت عن سبب هذا التسمم و الذي يستبعد أن يكون السمك نفسه هو من أنتجه. أبحاث هنا و هناك أبانت مسرعة أن السبب نوعان: – فأما الأول فيتمثل في طريقة تخزين السمك سواء منه المجمد أو الطري و الذي تكفي إطلالة بسيطة على بعض الاسواق او نقط بيع السمك بما فيها الميناء نفسه ليتبين مدى الاستهتار بالصحة العامة للمواطنين، حيث ستصادف مند الوهلة الاولى أنواعا من العربات التي لا تتوفر على أدنى شروط النظافة و هي محملة بأنواع من السمك في غفلة من المسؤولين و المراقبين. – أما الثاني فهو طريقة طهي السمك بعدد من المحلات التي تقدم اطباقه المقلية و التي أفادتني مصادر مطلعة على أن البعض منها يقتني زيت القلي من بعض مطاعم الفنادق بثمن درهمين للتر الواحد في اتفاق تام بين الطرفين على حساب صحة المستهلك، بالنظر إلى الخطورة التي يمكن أن تسببها هذه الزيت. فضلات الطعام: تجذب الذباب والقوارض وقد تلوث الطعام، إذا لم يتم التخلص منها. الجراثيم هي السبب الأكثر شيوعا للتسمم الغذائي، لكن يجب أن نتذكر أن الجراثيم ليست كلها ضارة، فبعضها يساعدنا في هضم الطعام، ومنها ما يستخدم في الصناعات الدوائية، وبعض الأنواع تستخدم لصنع الألبان والأجبان، وبعضها يساعد في زيادة المحاصيل الزراعية. هناك أيضا الجراثيم المسببة للتعفن أو الفساد للأطعمة ، يمكننا التعرف بسهولة أحيانا إلى الطعام الفاسد من خلال رائحته أو لونه أو ملمسه. على أية حال الجراثيم الممرضة أو الجراثيم المسببة لحمل المرض هي المسؤولة في حال دخولها للجهاز الهضمي بكميات كبيرة عن حدوث تسمم غذائي أو جعل الشخص حاملا للمرض. من هذه الجراثيم السالمونيلا والعنقوديات المذهبة والمطثيات الحاطمة وهي الأنواع الأكثر شيوعا. هذه فقط بعض من التأملات التي اعترضت تفكيري و أنا أتابع المؤتمر الدولي للتسمم، و أتساءل لماذا لم يتطرق اي من المتدخلين المغاربة إلى هذه الظاهرة التي يعرفها الخاص و العام و تتوفر مندوبيات الصحة على إحصائياتها. ونحن الآن نتظر تنفيد تصدر توصيات هذا اللقاء مهمة من اجل العمل المشترك لتنزيلها كل في اطار اختصاصه ومجال تدخله لأجل الرقي بالمنظومة العلاجية للحفاظ على الصحة من مخاطر التسممات