انعقدت ضمن فعاليات المهرجان الوطني لفنون أحواش في نسخته الثالثة المنظم بمدينة ورزازات تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، من طرف وزارة الثقافة بشراكة مع عمالة إقليمورزازات، ومجلس جهة سوس ماسة درعه، والمجلس الإقليميلورزازات، والمجلس البلدي لورزازات، والمجلس الإقليمي للسياحة بورزازات و المكتب الوطني المغربي للسياحة، خلال الفترة الممتدة بين 8 و 10 غشت 2014 .(انعقدت) ندوة علمية حول" فنون أحواش بالجنوب الشرقي بين الأصالة والتحديات ". الندوة من تأطير كل من الأستاذ الباحث محمد الخطابي أستاذ التعليم العالي بكلية الاداب والعلوم الانسانية جامعة إبن زهر أكادير الذي تقدم بمداخلة حول: "أحواش بين إكراهات "التحديث" ومطلب المحافظة" حاول الباحث من خلالها صياغة بعض الملاحظات عن أحواش باعتباره ممارسة فنية جماعية أنتجها وسط طبيعي وثقافي واجتماعي معين منحها شكلاً وقالباً ومحتوى. ما التأثير المتوقع حدوثه في هذا الشكل الفني بحكم ضغوط التحديث التي يخضع لها الوسط الذي منحه هويته؟ وما هي التحولات التي حدثت في وسطه؟ وما تأثيرها في أحواش؟ هل يعتبر "التحديث" أمرا حتميا؟ وما السبيل إلى المحافظة على هوية هذا الشكل الفني؟ . كما ساهم الباحث الامازيغي الاستاد إبراهيم أوبلا شاعر في ميادين "أمارك ن وسيايس " بمداخلة حول فضاءات الحوار الشعري" بأسايس" وقسمها إلى محورين المحور الأول يتعلق بطبيعة فضاء أسايس كفضاء للإبداع وهو مكان رحب يتوسّط القرية تحيط به الجدران في الجهات الأربع، وهو فضاء اجتماعي تلتقي فيه جميع الأعمار، وهو فضاء أسري عائلي بكل ما لهذه الكلمة من معنى، وهو فضاء للنقاش والحوار بين الشعراء في جميع قضايا المجتمع الراهنة، وهو فضاء للأداء الفنّي الرفيع، وهو فضاء لتكريس النظام، أما المحور الثاني حدد فيه "أويلا" شروط وأدبيات إرتياد هذا الفضاء فقبل ارتياد فضاء أسايس من طرف أي شاعر يتعين عليه أن يكون مؤهلا ومتمتعا بالكفاية اللازمة باعتبار أن ارتياد هذا الفضاء قد لا تسعف فيه التلقائية والحظ والتهور على أية حال، ويتعلق الأمر هنا بالقدرات المعرفية للشاعر، ومهاراته الكبرى كالمهارة الصوتية و مهارة الصياغة العروضية، إضافة إلى القدرات التواصلية والاندماجية، و القدرة على التنبّؤات المستقبلية وغيرها من القدرات التي تؤهله لكي يقف بندية أمام محاوريه . وفي مداخلة تمحورت حول فنون أحواش في الأطلس الصغير و تتطرق فيها الأستاذ الباحث على أيت القاضي طالب باحث في اللغة والثقافة الامازيغيتين، إلى صنف من أصناف أحواش المعروف في هذا المجال الجغرافي ألا و هو فن ‘ أهنقار ‘ الذي أصبح يمارس بكثرة في أغلب قرى سوس. و تناول هذا النموذج من جميع جوانبه سواء من جانب الإيقاع، الحركة، و النغمة. وشخص من خلال عرضه الحالة و الوضعية التي كانت عليها بعض الفنون مثل ‘ أهنقار ‘ في السنوات الماضية و ما آلت إليه هذه الفنون في الأعوام الأخيرة و المجهودات التي يبد لها الباحثين من أجل حفظ و صيانة هذه الفنون من التلف و الاندثار. وأكد المشاركون في الندوة أن هذا النمط الفني يعتبر ممارسة فنية جماعية أنتجها وسط طبيعي وثقافي واجتماعي معين ومنحها شكلا وقالبا ومحتوى.وأضاف المشاركون في هذه الندوة من باحثين ومختصين ومهتمين بهذا المجال الفني، أن فنون أحواش تشكل تراثا محليا وجزء لا يتجزأ من الثقافة الشعبية المغربية، مشيرين الى أن هذا الفن يعد شكلا من التنظيم الاجتماعي ونمط للحياة الاقتصادية، أكثر منه رقصة جماعية وما تختزله من ابعاد فنية وجمالية، أو امتداد جغرافي يشمل مناطق الاطلس الكبير والصغير، أو ظاهرة سوسيولوجية وما تتشكل منه من مكونات كاللغة والقيم. وأوضحوا في هذا الصدد بعض الجوانب المرتبطة بهذا الفن الأصيل من بينها فضاء "أسايس" كفضاء للإبداع هو مكان رحب يتوسط القرية تلتقي فيه جميع الفئات العمرية، وهو فضاء للنقاش والحوار بين الشعراء في جميع قضايا المجتمع، وللأداء الفني الرفيع. وأبرزوا أنه قبل ارتياد فضاء أسايس من طرف أي شاعر يتعين عليه أن يكون مؤهلا ومتمتعا بالكفاية اللازمة والقدرات المعرفية للشعر، ومهارة في صياغة الأبيات، إضافة إلى القدرة التواصلية والاندماجية، التي تؤهله لكي يقف بندية أمام محاوريه من الشعراء المنافسين.