قال الفنان الأمازيغي، رشيد أسلال، إنه يقضي جل وقته في شهر رمضان في مدينة الدشيرة، إذ يعتبر هذا الشهر بمثابة "شهر ترتيب الأوراق"، وخلاله "أحاول أن أنجز تقييم السنة وأستعد للموسم المقبل، وهو أيضا مناسبة لأعطي أكبر حيز من الوقت لأبنائي." أسلال، الذي يُعتبر من أوائل الفنانين المغاربة الذين تخصصوا في فن "الوان مان شو" على الصعيد الوطني حيث قدم أول عرض احترافي سنة 1996 بدار الشباب بأكادير بعنوان تيملسيت، يؤمن بأن حال الفنان الأمازيغي أصعب بكثير من غيره من الفنانين. وتابع أسلال بأن "الفنان الأمازيغي حاليا لا يستفيد من الامتيازات التي توفرها القطاعات المكلفة"، مؤكدا أن الفنانين الأمازيغ الذين يستفيدون من أنواع الدعم المقدمة هم قليلون إن لم نقل منعدمين"، قبل أن يلفت الانتباه إلى ما سماه إقصاء الفنان الأمازيغي من التظاهرات الوطنية". وأكمل المتحدث بالقول "لم أتذكر يوما أن قناة عمومية أو مؤسسة عمومية ساهمت في اكتشاف مواهب فنية أمازيغية"، مضيفا أن "جميع الفنانين الناجحين هم من نتاج تضحية شخصية وكفاح من أجل الوصول إلى الجمهور". وزاد بأن "الدولة لم ولن تضع الفن الأمازيغي في أجندة اهتماماتها، وإنما على الفنان الأمازيغي أن يكافح من أجل الوصول لجمهوره، وخلق مجال يعمل فيه"، مشددا على أن هذا نوع من التمييز والإقصاء، فهناك فنانون أمازيغ يعانون في صمت، ولا أحد يهتم بهم رغم أنهم أعطوا الكثير لهذا الوطن." وطالب أسلال بأن تكون إرادة حقيقية لدى المسؤولين، للنهوض بالفن الأمازيغي"، مضيفا أن "هذه الإرادة سنزرعها فيهم يوما شاءوا أو كرهوا، فنحن سنستمر في نضالاتنا وكفاحنا من أجل إعطاء الفن والفنان الأمازيغي ما يستحقه من مكانة" وفق تعبيره. أسلال، الذي كتب مجموعة من سيناريوهات الأفلام الأمازيغية، وأخرج أفلاما، ومثل في مجموعة من الأعمال الناجحة، ومنها العمل الذي يُعرض على قناة تمازيغت "همو بوتموكريسين" قال إن هذه السلسلة التي كتبها "مستوحاة من واقع المعيش في الدرب والحومة، وأنها لقيت استحسانا من قبل الجمهور المغربي". وجوابا عما إذا كان أسلال خلال سنوات البداية أكثر إبداعا وعفوية من أسلال الحالي، كما يقول بعض معجبيه، أكد الفنان الأمازيغي أنه "حريص على مسايرة الأحداث ومسايرة المجال الفني، ويحاول أن يساير تقدم الخطاب الفني على المستوى العالمي". وأضاف أسلال "مادام جمهوري يزدادا يوما بعد يوم، فأنا لازلت أبدع، ومادام هناك شباب يقلدونني ويستلهمون إبداعاتهم من طريقتي، فأنا لازلت أبدع، ومن يقول عكس ذلك فهو الذي فاته الركب ولم يستطع أن يفهم الخطاب بالطريقة الجديدة". وأكمل موضحا "مند خمس سنوات مضت كانت غزارة الإنتاج، فهناك فنان ينتج أربع ألبومات في السنة وأكثر، لكن مع القرصنة أصبح الإنتاج ضعيفا"، مشيرا إلى أنه يعد كل سنة عرضا مدته ساعتان، ينتج منه ساعة على شكل قرص يخرج إلى الأسواق، والنصف الثاني يستثمره في السهرات واللقاءات المباشرة" يورد أسلال.