يكثر الإقبال علي محلات العطارين والسحرة خلال أيام مقدسة عندنا في الدين الإسلامي، وهذه المناسبات دينية فضلها الله عز وجل ونخص بالذكر ليلة القدر في رمضان المعظم، ويوم الجمعة الذي هو عيد المؤمنين، وعيد الأضحى المبارك وعاشوراء. تقبل بعض النساء في المغرب على محلات العطارين وبيوت المشعوذين والسحرة خلال ليلة القدر في رمضان، التي يعتقدن أنها تصادف ليلة السابع والعشرين، فيشترين مستحضرات أعمالهن السحرية ومستلزمات شعوذتهن بُغية امتلاك قلب الزوج أو تطويعه إن كان متمردًا أو لتحقيق مآرب أخرى لهن، ويجدن في ليلة القدر المناسبة السانحة لتلبية طلباتهن من طرف الشياطين لاعتقادهن أنهم يُطلق سراحهم خلال هذه الليلة. وتروج مواد غريبة في محلات العطارين تقبل عليها بعض النساء خلال الأيام القليلة التي تسبق ليلة السابع والعشرين منها الذبابة "الهندية" وبيض الحرباء ورؤوس مختلفة الأنواع والأشكال وأظفار لبعض الطيور والحيوانات وجلود ومخلفات أخرى تجد رواجها بشكلٍ ملحوظ، كما أن هناك من النساء من تطلق روائح البخور الزكية مثل الجاوي والعود القماري، أو تشعل الشموع الملونة خاصةً السوداء في غرف منزلها حتى وإن لم تكن متواجدة فيه خلال سفر أو غيره، اعتقادا منها أن الأرواح تنزل ليلة القدر لتجد المكان منارا ومعطرا بالروائح الطيبة التي تطرد الأرواح الشريرة والعين. لجوء بعض النساء لمثل هذه السلوكيات بكونهن لديهن قناعة بأن ليلة القدر تُقضى فيها جميع الطلبات والأغراض الخاصة للنساء عن طريق أعمال السحر والشعوذة. وغالبا ما يكون هذا السحر مرتبطًا بجلب المحبة والعلاقات الزوجية مثل تطويع الزوج وإخضاعه أو إرجاعه إلى عش الزوجية إن كان مفارقًا له، وأيضًا تمارس أعمال الشعوذة التي تخص الانتقام أو رد الصاع صاعين بين النساء. ومع الاسف إن هذه القناعة تزداد رسوخا باعتقادهن أن في هذه الليلة يطلق سراح الشياطين المصفدة، لهذا يطلبن قضاء حوائجهن منهم فيها . خلال ليلة السابع والعشرين التي يعتبرها الكثير من المغاربة ليلة القدر، يعتبر جزءا من ظاهرة خطيرة ومؤسفة، وأن المشعوذين لديهم مواسم مفضلة يستغلونها لاستعمال أمور شيطانية لينتهكوا بذلك قدسية الشهر الفضيل. أن النساء المشعوذات وأيضا من يؤمن لهم الشعوذة والسحر ومن يبيع لهم تلك المواد التي بواسطتها يشعوذون سوف يُسألون جميعا أمام الله عما يفعلون من أفعال خبيثة لا تليق بالمؤمنين في شهرٍ كريمٍ تسود فيه الإيمانيات وروح الصفاء والإخاء. ومن المسلمات لدا الكثيرين " في المغرب " أن المسحور في ليلة 27 يضل السحر فيه نافعاً لمدة 11 شهراً . لذا تجد الكثير من الرجال يكون في حذر شديد من كل النواحي . وفي تحري شخصي مني للموضوع طرحت هذا السؤال كأستفتاء على شيخ والسوال هو : في الحديث الصحيح وهو ما روى البخاري ومسلم ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ ، وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ ) فكيف يكون لذلك السحر تأثير قوي وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الشياطين تصفط ؟ فكانة لاجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن ظاهر الأحاديث التي ورد فيها تصفيد الشياطين تدل على أن ذلك يحصل لفضيلة هذا الشهر، فيظل هذا الأمر باقيا إلى نهايته، ولم نجد من النصوص ما يصرف عن هذا الظاهر، أو ما يدل على أن هذا التصفيد ينتهي بنهاية ليلة القدر. أخيراً سؤالي لكم هل يوجد علاج لهذه الظاهرة وهل هو ممكن؟ من وجهة نظري لا يبدو لي أن علاج هذه الظواهر سهلا و أن هذه الظواهر معقدة، وضاربة في الجذور وفي أعماق التاريخ كما هي عميقة في بعض النفوس بحيث لا ينفع معها العلاج السطحي البسيط، بل هو علاج مركب يحتاج إلى إرادة سياسية واجتماعية ونفسية قوية كما تجب مقاومة الأمية عموما والأمية الدينية خصوصاً. الصحيح أن الشياطين والسحرة لايستطيعيون فعل أي شئ ليلة القدر خاصة لأنها كما قال ابن عباس وغيره في تفسير قوله تعالى (سلام هي حتى مطلع الفجر) أنها سلام من كل شر وسحر وشيطان وأذى. اللهم بلغنا ليلة القدر وأرزقنا قيامها علي الوجه الذي يرضيك عنا …اللهم آمين أخوتي و إخواني الكرام بارك الله بكم و جعلكم الله سبب لكل خير حفظكم الله