أكدت "القدس العربي" أن إصرار إسرائيل على نفي خبر وقوع أحد جنودها أسيرا لدى كتائب القسام مبني على استراتيجية حرب تبنتها القوات الاسرائلية عند المواجهة مع المقاومة، وتمثلت في إطلاق "قوة النار القصوى" للتأكد من أن الأسير الجريح والخاطفين من جنود المقاومة قد قتلوا. وهو ما تم تنفيذه فعلا في "إقليم التفاح" إلا أن الأقدار شاءت أن ينجو جنود المقاومة الذين اختطفوا الأسير شاؤول ارون ورقمه العسكري "60962065″ الأمر الذي انتهى بقصف عشوائي طال حي الشجاعية بعد ورود معلومات استخبارية مشوشة عن هروب المجموعة التي أسرت الجندي للمنطقة. ولأن إسرائيل تحرص حسب القدس العربي كل الحرص على ألا يقع جندي واحد في يد المقاومة الفلسطينية تضطر في حالات كثيرة إلى قتل جنودها ومن يرافقهم. وعليه وبعد تنفيذ الأوامر بحذافيرها وظنا منها بأن الأسير قتل، أعلنت إسرائيل وفاته وأبلغت عائلته بالخبر وقدمت التعازي أيضا حسب المحلل السياسي حلمي اسمر . إسرائيل لم تعلق على البيان الذي تلته كتائب القسام والذي يؤكد أن "شاليط آخر" أسير عندها. ويرى مراقبون مطلعون بأن الحادثة تعيد إنتاج المعطيات في أكثر من اتجاه سياسي محتمل وبعد ثبوت الخبر ستتعزز مصداقية المقاومة ويتعزز موقعها التفاوضي. وأكدت "القدس العربي" استنادا إلى مصادرها العسكرية أنه يجب الربط بين "غياب الجندي آرون" ميدانيا في لحظات الاشتباك حول حي الشجاعية في إقليم التفاح عن "رادار" المتابعة التابع لسريته وبين "قوة النيران القصوى" التي استخدمتها القوات الإسرائيلية في الحدث ونتج عنها مجزرة حي الشجاعية. وفقا للمصدر، فالنظرية الأكثر ترجيحا تشير إلى أن قوة النار الإسرائيلية على حي الشجاعية كانت على الأرجح تحاول الالتزام ببروتوكول عسكري داخلي قررته قيادة الأركان الإسرائيلية ويقضي بالمجازفة و"إطلاق النار" وبكثافة على أي مجموعة تخطط أو تنجح في اختطاف جندي إسرائيلي حتى لو كان قتيلا أو أسيرا. البروتوكول نفسه وضع للحيلولة دون حصول احتمالات من أي نوع بأسر أي جندي بسبب تأثيرات مثل هذه العملية الاستراتيجية على المسارات السياسية. المتجسسون على برتوكولات الاشتباك في الجيش الإسرائيلي أشاروا إلى أن "تعليمات خاصة ومقيدة جدا" خصصت قبل عملية الغزو البري لكل جنود إسرائيل وتقضي بعدم التحرك منفردين بأي حال والبقاء معا قدر الإمكان وحتى الإمساك بأيدي بعضهم البعض مع تخصيص فريق بكل سرية مهمته الحرص على مراقبة هذا البروتوكول. السر الأبرز في السياق، كما تقدره مصادر"القدس العربي"، أن التعليمات تقضي أيضا بمنع المقاومة الفلسطينية وبأي ثمن من الحصول على جثة لأي جندي حتى بعد مقتله. والأهم في حال وجود جريح تتمكن المقاومة من حمله بأي طريقة لابد من الإجهاز على الخاطفين للجندي الجريح أو الأسير مهما تطلب الأمر حتى لو أدى الأمر لمقتل الجندي. يعني ذلك ميدانيا أن الاشتباك في إقليم التفاح انتهى بالنسبة للإسرائيليين بارتباك ميداني واحتمالات التمكن من أسر جندي فاتخذت قيادة الفرقة في الموقع قرارا باستعمال أكبر قوة نيران، أملا في قتل المجموعة التي تحمل الجندي الأسير من رجال القسام. صفحة الجندي الأسير على الفيسبوك تكشف أن أهله يعتقدون أنه قتل قبل إعلان كتائب عزالدين القسام خبر أسر الجندي السارائلي المسمى "شاؤول آرون"، ضجت صفحته على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك بالتعليقات من أقاربه وأصدقائه وهم يتلقون التعازي ظنا منهم أنه قتل في الاشتباكات مع المقاومة الوطنية الفلسطينية. كما أظهرت الحس العدائي والكراهية المقيتة التي يكنها هؤلاء تجاه الفلسطينين، حيث عبارات الانتقام والثأر كانت سيدة الموقف فكتب أحدهم أعرفك منذ عشرين عاما أنت بالفعل فخر لنا، لا أتذكر أنني سمعت منك أو عنك كلاما سيئا، كنت رجلا جيدا وصادقا ومحبوبا للجميع ودائم الابتسامة، ستبقى في ذاكرتنا جميعا يا آرون كما أسهم صديق آخر له في تعداد قدراته القتالية وكتب أنت أفضل مقاتل في الشعبة وتأبى الاستسلام والخروج من المعركة، كم سأفتقد الحديث معك في الليل كي أخبرك عن قصصي لكي نضحك معا.. اشتقت إليك أخي العزيز يا من علمتني الكثير، سأفتقدك حقا . ومع كل هذه الرسائل التي ضمتها الصفحة يظهر جليا مدى الورطة الكبيرة التي يعيشها هؤلاء الجنود بعد قرار الاجتياح البري للقطاع..