يُكَابِدُ المواطنون المغاربةُ من المرضى بالقصور الكلوي، الذين توجهوا إلى الديار المقدسة لأداء مناسك العمرة، مُعاناة كبيرةً عند حلولهم بالمملكة العربية السعودية، جرّاء الإجراءات الطبية المُعقّدة التي يُصادفونها، قبل الاستفادة من حصص تصفية الدم "الدياليز" في مستشفيات المدينة المنوّرة ومكّة المكرمة. وعلى الرغم من كون مرضى القصور الكلوي يحتاجون إلى حصصٍ مستعجلة لتصفية الدم، إلّا أنّ المعتمرين المغاربة المتوجّهين إلى السعودية لأداء مناسك العمرة، لا يتمّ إدخالهم إلى مراكز تصفية الدم في المستشفيات إلا بعد أن تكون حالتهم الصحيّة قد وصلتْ إلى مرحلة حرجة. وأفاد الطيب أيت أوباه، المتواجد في المملكة العربية السعودية، أنّ المعتمرين المغاربة، على غرار باقي المعتمرين الأجانب، يَلقون "مُعاملة غير لائقة" في المستشفيات السعودية، إذْ لا يتمّ إدخالهم إلى المستشفى لإجراء حصة تصفية الدم، إلا بعد أن يكونوا قد وصلوا إلى وضعية صحّية صعبة. وأضاف أيت أوباه، الذي كان بصُحبته أثناء أداء مناسك العمرة مغربيان مريضان بالقصور الكلوي، أنّ مستشفى النور بمكّة المكرّمة، وعلى الرغم من توفّره على أجهزة متطورة، وآلات كثيرة لتصفية الدم، إلا أنّ مسؤولي المستشفى يطلبون من المرضى إجراء التحاليل أوّلا، قبل أن يستفيدوا من حصة تصفية الدم. وتابَعَ المتحدّث أنّ الأطباء السعوديين، وعلى الرّغم من إدراكهم أنّ دمَ جسم المريض بالقصور الكلوي لا يتجدّد، إلّا أنهم يصرّون على إجراء التحليلات الطبية للراغبين في الاستفادة من حصّة تصفية الدم، وبالتالي تضيع كمّية الدم المُستخرجة من أجساد المرضى، دون تعويضها. ولا تتوقّف معاناة المعتمرين المغاربة من المرضى بالقصور الكلوي عند حدود الاستفادة من أوّل حصّة لتصفية الدم، وما يسبقها من إجراءات معقّدة، بل تمتدّ طيلة المدّة التي يقضونها في السعودية، إذْ لا يُعطى لهم موعدُ إجراء الحصة القادمة، ويضطرون إلى إجراء التحاليل مرّات أخرى، وهو ما يضاعف من معاناتهم. "طالبنا من الأطباء السعوديين أن يسجّلوا المرضى الذين استفادوا من حصّة تصفية الدم في سجلّ المرضى، حتّى يتسنى لهم الاستفادة من حصص أخرى، دونما حاجة إلى إجراء تحاليل جديدة، ولكنّهم يرفضون ذلك"، يقول الطيب أيت أوباه، مضيفا "من يعاني من القصور الكلوي، من الأفضل له ألا يذهب إلى العمرة، إذا لم يكن مصحوبا بملف طبّي يثبت ذلك".