عرف مركز المسنين ب"سان جوس "بروكسيل يوم الجمعة 20 يونيو 2014 بادرة حسنة والتفاتة غريبة قام بها السيد أحمد الإفراني القنصل العام الجديد للمملكة المغربية ببروكسيل وذلك بقيامه بزيارة تفقدية لفئة من المواطنين المغاربة المسنين الغارقين بين أركان الإهمال وحدود النسيان قلما يلتفت إلى وحدتهم أحد أو يزور غربتهم محسن أو فاعل خير. لا غرو في القول أن لهذه المبادرة الناذرة طعم من نوع خاص على نفسيتهم وإنسانيتهم ولو افترضنا أنها جاءت متأخرة،فهي في كل الأحوال تحسب لهذا المسؤول وتضاف إلى أجندته ويشكر عليها من باب الثناء ورد الجميل .وما أحوجنا إلى من يتفقد مسنينا وسجنائنا ومرضانا ويحن على شبابنا وشاباتنا الغير الشرعيين ،ويضمد جروح عاطلينا ويمسح دموع متشردينا ويزرع ولو بسمة واحدة على وجه كل محروم اشتدت عليه ظروف الغربة القاتلة وانقطع عنه حبل النجاة المفقود. إنها للحظات مؤثرة ممزوجة بالفرحة والحزن ،بدموع التذكار والجفاء في جو غريب عجيب مليء ببسمة حزن ودمعة ألم، تأبى أن تمسح الغبار على ذاكرة النسيان اللامنتهية،بالتأكيد لم تستطع فرحة اللقاء أن تخفي مآسي هؤلاء المسنين وما قاسوه من وحشة وحرمان، وحشة حنين الوطن وحرمان الأهل وفلذات الأكباد يتعايشون مع هدوء الوحدة وصدى ذكريات زمان،لعلها كانت المبادرة الطيبة التي تنطوي على روح التواصل الإنساني والالتقاء الأخوي بأناس خانهم أمان الزمن وفرطت فيهم سواعد الأيادي وقت العجز وفقدان الأمان،يا ليت ما تعلقوا ساعة بسواعد العار ولا ائتمنوا في يوم بوعود الزمن المر الغدار. رسالة وأية رسالة والتفاتة وأية التفاتة هاته،التي استطاعت أن تنقش على صفحات منسية من تاريخ الغرباء سطورا إنسانية من ذهب كلها ودّ وحنين ووئام ،آمل وأنا أصل إلى حافة نهاية هذا المقال المتواضع أن تكون هذه الخطوة اليتيمة بداية رسم خطوط روحية مستقبلية على طريق الأمل المنشود ،متوخين من إدارتنا أن تقتدي بهذه الرسالة القيمة وأن تحذو حذوها كل القنصليات والسفارات المغربية لرسم سياسة القرب وترميم جسر التواصل حتى يسهل الإلتقاء وتذوب كرات الثلج المتجمدة ويصفى الوصل واللقاء بين جميع فئات المغاربة.