شكل المؤتمر الوطني الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية المنعقد يوم السبت 28 ماي 2016 بقاعة الألعاب الكبرى للمجمع الرياضي مولاي عبد الله بالرباط لحظة تاريخية فارقة في مسيرة الحزب منذ 1996 إلى الآن، إذ استطاع في ساعات معدودة أن يتخذ القرار الجماعي الذي من أجله انعقد المؤتمر وهو تأجيل المؤتمر الوطني الثامن الذي كان من المفترض أن ينظم في صيف 2016 . وعلى عادة العدالة والتنمية فضل الحزب أن لا يمرر القرار من خلال أي قناة أخرى غير قناة المؤتمر الوطني الهيأة الأعلى في اتخاذ القرارات المصيرية، وهو بذلك يعبر عن وفائه والتزامه المعهود للنهج الديمقراطي والتشاركي الذي رفع شعاره منذ انطلاقته المباركة . ولا شك أن الكثيرين تابعوا أشغال هذا المؤتمر بشكل مباشر، كما أن هناك منابر إعلامية ستقوم بتغطية هذا الحدث الحزبي السياسي التاريخي الوطني الديمقراطي بامتياز . ولذلك فإنني أريد من مشاركتي هذه التي تتحدث عن هذا الحدث التاريخي المتميز أن أنقل إشارات دالة كما شهدتها أثناء حضوري لكل فقرات المؤتمر وكما عشتها بوجداني، وهي إشارات تؤكد على أن البوصلة التي جرت بهديها سفينة الحزب وهي تبحر نحو أهدافها لا زالت تشتغل، ولا زالت العهود والمواثيق هي هي لم تتبدل ولم تتغير، ولا زال العمق الأخلاقي والسلوك السياسي القويم هو السيد والقبطان . أ) – إشارات الدكتور سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية: 1 – الوفاء لشهداء الوطن والترحم عليهم: (شهداء الاستقلال الذين صنعوا اللحظة التي نعيشها الآن، شهداء الوحدة الترابية، الدكتور عبد الكريم الخطيب والأستاذ بعبد الله الوكوتي وعبد الله بها وكل الأخوة والأخوات الذين رحلوا عنا في الفترة السابقة) . 2 – حزب العدالة والتنمية ينطلق من بوصلة واضحة أساسها (الله – الوطن – الملك) ونحن لا يقبل التشكيك في ثوابتنا، (مرجعيتنا – وطنيتنا – مصلحة وطننا)، ولذلك فإن هذا المؤتمر الوطني الاستثنائي ليس فقط محطة تقنية أو مجرد اجتماع لاتخاذ القرار، بل هو محطة سياسية تبين كيف ينظر حزبنا للسياسة وكيف يمارسها . إن مرجعيتنا يؤكد رئيس المجلس الوطني الإسلامية هي مرجعية نمارسها بنفس وطني بأفق وسطي، والملك حاميها، ولا فرق بين الانتماء للوطن والانتماء للمرجعية الإسلامية، فالوطن يسع الجميع في هذا الثابت السياسي، و فقدان هذه المعادلة في بلدان أخرى إسلامية تسبب في معاناتها وسبب لها الويلات . 3 – مصلحة الوطن أولا، هي التي نضعها أمام أعيننا قبل أن نفكر في مصلحة الحزب، وهي تعلو على المصالح الفردية والحزبية والأسرية والقبلية وكل المصالح الأخرى، ولذلك فإننا نساند الملك، ونساند خطابه التاريخي والواضح في القمة الخليجية، و نحن مستعدون لاتخاذ المواقف الضرورية للدفاع عن الوطن بعدما أصبح بلدنا مسرحا لمؤامرات تحاك ضده . 4 – نحن مقتنعون بالملك وبالملكية منذ التحاقنا بالدكتور عبد الكريم الخطيب سنة 1992، وإذا كان الملك محمد الخامس رحمه الله قد تلاحم ودافع مع شعبه لإحراز استقلال المغرب ، فإن محمدا السادس حفظه الله كان له دور رائد في الإصلاحات التي سنبذل الغالي والنفيس لتحقيقها . 5 – أعضاء حزب العدالة والتنمية يجب أن يشكروا الوطن الذي استوعبهم في الوقت الذي نرى فيه أوطانا اجهزت على مصلحين صادقين وأجهز قادتها على كل إصلاح، وهذا يعني أن المغرب أقوى من التحديات الداخلية والمؤامرات الخارجية، ونحن لكل ذلك وفي سبيل المصلحة العليا لوطننا مستعدون لقرارات مؤلمة . ( يتبع )