لا يزال خبر العثور على جثتين متجمدتين فوق إحدى القمم الجبلية الشاهقة الارتفاع في المكسيك قبل عشرة أيام، يشغل الناس. فقد كشفت تحقيقات أن الجثتين لاثنين من ثلاثة متسلقي جبال فُقدوا قبل 55 عاماً ولقوا حتفهم في انهيار ثلجي فوق قمة جبل بيكو دي أوريزابا الذي يبلغ ارتفاعه نحو خمسة آلاف متر فوق سطح البحر. وقد تعطلت عملية رفع الجثتين بسبب تراكم الجليد وسوء الأحوال الجوية.صورة لإحدى الجثتين وقد بدت رأسها فقط وسط الجليد (أسوشيتد برس)ويُعد الجبل -الذي يُعرف كذلك باسم بركان سيتلاتبتل- وجهة سياحية لمتسلقي الجبال الذين لم يُعثر لهم على أثر، أو أنهم تعرضوا لحوادث مميتة في الماضي. غير أن اللافت أن أحد أصدقاء المتسلقين الثلاثة الذين فُقدوا عام 1959 تمكن من التعرف عليهم وتأكيد هويتهم، بعد أن شاهد بقايا من قطع ملابسهم ومتعلقاتهم حيث بقيت ذكرياتهم حية بعد 55 عاماً. الصديق اسمه لويس إسبينوزا (78 عاماً) وهو على قناعة بأن الجثتين هما لاثنين من أصدقائه المفقودين، بينما يأمل العثور على جثة الثالث. رأس لجثة متجمدة وأحد المتسلقين يقترب منها (الأوروبية) وقال إسبينوزا الذي يعمل مهندساً كيميائياً إن الملابس الحمراء التي وُجدت على إحدى الجثتين هي نفس السترة الصوفية الحمراء التي كان يرتديها صديقه إنريكي غارسيا قبل 55 عاما. وعرض إسبينوزا نسخة لإحدى الصحف ظل محتفظاً بها منذ 4 نوفمبر/تشرين الأول 1959 والتي وصفت عملية "البحث المكثف" عن كل من ألبرتو رودريغز، ومانويل كامبوس، ورئيس بعثة المتسلقين إنريكي غارسيا. ويؤيد هذه الرواية جيراردو رييس الذي يحتفظ بسجل لمتسلقي الجانب الشمالي من الجبل البركاني حيث عُثر على الجثتين. جثة متجمدة وقد بدت مستلقية على الجليد (الأوروبية) وبدوره عرض رييس صفحات صفراء من السجل كان المتسلقون يكتبون عليها أسماءهم من ثلاثينيات القرن الماضي. وقد دفع هذا اللغز الحكومة المكسيكية إلى فرض قيود على تسلق الجبل البركاني بعدما ألقي القبض على أشخاص أثناء محاولتهم التسلق لرؤية الجثتين المتجمدتين.