أشاد رؤساء دول غينياوليبيريا وسيراليون أمس الثلاثاء في بروكسل، بدعم وتضامن المغرب مع البلدان المتضررة من تفشي وباء إيبولا. وفي هذا الصدد، أعرب الرئيس الغيني ألفا كوندي، في مداخلة خلال مؤتمر دولي رفيع المستوى نظمه الاتحاد الأوربي لدعم التعبئة الدولية لمكافحة وباء إبيولا، عن تقديره الكبير لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مبرزا الانخراط الشخصي لجلالة الملك ورعايته وتعاطفه مع كافة البلدان المتضررة من هذا الوباء. كما أشاد كوندي بالمساعدة التي قدمها المغرب إلى البلدان المتضررة من فيروس إيبولا، وقرار شركة الخطوط الملكية المغربية الإبقاء على رحلاتها في اتجاه هذه البلدان على الرغم من انتشار الفيروس بها. وشدد الرئيس الغيني على أنه "ليس هناك دلالة أكبر لدعم البلدان المتضررة من إيبولا من قبل أصدقائها، من الإبقاء على الحدود المفتوحة وضمان حرية تنقل الأشخاص". ولم يفت الرئيس الغيني الإشادة أيضا بالعلاقات الممتازة القائمة بين المغرب وغينيا وكذا بمستوى التعاون الثنائي، الذي عرف دفعة جديدة بفضل الزيارة التي قام بها الاسبوع الماضي لكوناكري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، ووزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، لتقييم التقدم المحرز في تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين. من جانبهما، رحب أيضا كل من رئيس سيراليون ارنست باي كوروما، ورئيسة جمهورية ليبيريا، ة إلين جونسون سيرليف، بتضامن المغرب مع الدول المتضررة من انتشار وباء إيبولا. واستحضرا في هذا الصدد الدعم المقدم من قبل المغرب، ومواصلة شركة الخطوط الملكية المغربية لرحلاتها في اتجاه بلديهما، في وقت قررت فيه العديد من شركات الطيران تعليق رحلاتها في اتجاه البلدان المتضررة. يذكر أن مؤتمر بروكسل لدعم مكافحة فيروس إيبولا، الذي جمع كل البلدان المتضررة من هذا الوباء وعددا من الدول والمنظمات المنخرطة في مجال مكافحة هذا المرض، عرف مشاركة 69 دولة من بينها المغرب. وأبرز الوفد المغربي في الاجتماع أن المملكة تعد من بين البلدان الأوائل التي استجابت لنداء المساعدة الذي أطلقته البلدان المتضررة من هذا الوباء، مشيرا إلى أن ما قام به المغرب بهذا الخصوص ينبع من التزامه الإنساني في العالم، ومن سياسته التضامنية مع الدول الإفريقية الشقيقة. وقد تجسد هذا العمل التضامني للمغرب من خلال قرار جلالة الملك محمد السادس القاضي بالإبقاء على رحلات منتظمة لشركة الخطوط الملكية المغربية في اتجاه البلدان المتضررة. وفي هذا الصدد، أفاد عبد الرحمن معروفي، مدير علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، أن حفاظ المغرب على هذه الرحلات مكن من نقل واستقبال أزيد من 80 ألف مسافر وزائر قادمين من البلدان المتضررة من هذا الوباء سواء تعلق الأمر بالعبور أو الإقامة. وأضاف ذات المسؤول أن التضامن المغربي تجسد أيضا عن طريق إرسال مساعدات طبية إلى البلدان الثلاثة الأكثر تضررا، مشيدا في هذا الصدد بالتعاون الممتاز بين المغرب ومنظمة الصحة العالمية التي تكفلت بتنسيق تسليم هذه المساعدات الطبية إلى البلدان المستفيدة. كما توقف المسؤول المغربي عند الجهود التي بذلها المغرب في إطار مكافحة انتشار الوباء، مذكرا بأن المملكة وضعت نظام مراقبة صارم من خلال مراقبة وتتبع الوضع الصحي للمسافرين القادمين من البلدان المتضررة. وقد أتاح مؤتمر بروكسل الوقوف على سبل مكافحة هذا الوباء وتنسيق الإجراءات المستقبلية من أجل القضاء عليه، وكذا تدارس مسلسل انتعاش البلدان الأكثر تضررا من هذا الوباء. وقد أعرب المغرب، بهذه المناسبة، عن أمله في أن تتمخض عن هذا المؤتمر رفيع المستوى نتائج ملموسة، وكذا عن دعمه لبرامج الاقلاع لما بعد أزمة إيبولا، التي أعلن عنها رؤساء جمهورية غينياوليبيريا وسيراليون.