في ليلة باردة وهادئة في مختلف المدن المغربية، دبّ الحماس في نقطة من خريطة مراكش وبالتحديد في الملعب الكبير تحت الأضواء الكاشفة، حيث وطأت أقدام ملوك مدريد عشب المدينة الحمراء تحت أهازيج الأنصار. وسحق بطل أوروبا ريَال مدريد نظيره كروز أزول المكسيكي برباعية ليبلغ المباراة النهائية من كأس العالم للأندية 2014، حيث يلاقي الفائز في نصف النهائي الثاني بين سان لورينزو الأرجنتيني وأوكلاند سيتي النيوزيلندي. واشتغلت الآلة الهجومية للنادي الملكي منذ البداية، وجاءت أولى الفرص الخطيرة من أقدام البرتغالي رونالدو بعدما تابع كرةً لبنزيمة أمام المرمى لكن تسديدته إلى الشباك اصطدمت ببراعة الحارس المكسيكي كورونا في الدقيقة الثالثة. ثم هدّد الخصم من مرتدة سريعة لبافوني في الدقيقة 9، قبل أن يعود بنزيمة ليؤكد عزم ريَال مدريد على التسجيل أولاً، وحاول الفرنسي من تسديدة مباغثة مرّت بجوار المرمى ثم جاء الهدف من ركنية لكروس حوّلها راموس برأسية في الشباك في الدقيقة 14. بعدها وقع الريَال في أخطاء في التمرير واستغل كروز أزول الوضع وحاول بناء بعض الهجمات لكنها لم تكن خطيرة لتُقلق كاسياس، ثم من هجمة منظمة في الدقيقة 31، سدّد كروس نحو الزاوية من خارج المنطقة لكن الحارس كان له بالمرصاد. وبعد خمس دقائق فقط، عادت الجبة اليمنى للريَال للاشتغال حيث انسل كارباخال على الرواق ليرفع عرضية بالمقاس أكملها بنزيمة بأصابع قدمه في الشباك معلناً عن توقيعه لثاني الأهداف والاقتراب أكثر من حسم المباراة مبكراً. واحتسب الحكم ركلة جزاء مثيرة للشك لكروز أزول في الدقيقة 39 بداعي وجود شد من المدافع سيرخيو راموس، وتولى اللاعب تورادو تنفيذ الركلة لكن كاسياس تصدى لها ببراعة كما فعل أيضاً في انفراد واضح للاعب بافوني. وحاول رونالدو من ركلة حرة بعيدة في الدقيقة 43 لكن تصويبته القوية علت العارضة بقليل، لتأتي بعدها صافرة الحكم معلناً عن نهاية الشوط الأول بتقدّم الملوك بهدفين. وانطلق الشوط الثاني وسط تحفظ من كلا الفريقين لكن ريَال مدريد كان صاحب الكلمة العليا دائماً حيثن توغل كريستيانو رونالدو على اليسار ليرفع عرضية جميلة أكملها الويلزي جاريث بيل برأسية في الشباك في الدقيقة الخمسين. وحاول البرتغالي رونالدو ترك بصمته في اللقاء بضربة مقصية وجدت طريقها ليدي الحارس، ثم من مرتدة سريعة انطلق القطار بيل على اليسار ليرفع عرضية عاقبلها البرتغالي بتسديدة مباشرة على طريقة رابونا لكنها كانت في طريق الحارس مجدداً. وفي فرصة خطيرة جاءت ضد مجرى اللعب، سدّد المكسيكي باريرا كرة مقوسة اكتفى كاسياس بمتابعتها قبل أن ترتطم بالقائم الأيمن، ثم جاء العقاب من مرتدة قادها رونالدو، حيث تلاعب بالدفاع ليمرّر لإيسكو والذي أودع الكرة في الشباك بعد فاصل مهاري. وعلى بعد خمس دقائق من نهاية الوقت الأصلي، قاد رونالدو هجمة أخرى على اليسار حين مرّر للمنطلق من الخلف خيسيه والذي رفع عرضية لمنطقة الجزاء قابلها البديل خضيرة برأسية في القائم الأيمن إذ ارتدت أمام بنزيمة لكنه لم يستطع إكمالها للشباك.