أشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية إلى أن مخاطر كبرى ستواجهها الجزائر في المستقبل، وذلك بالنظر إلى حالة الجمود التي تعرفها البلاد بسبب الشغور الحاصل في السلطة، ووجود رئيس في حالة عجز بيّن، مؤكدة في نفس الوقت أن الحكم في الجزائر يقتسمه، في الوقت الحالي، المؤسسة العسكرية المتمثلة في الجيش، مع مجموعة من رجال الأعمال. وبناء على هذا، فإن الوضعية في البلاد "ليست بخير" تقول الجريدة، بل إنها معرضة ل"كارثة معلنة". وتضيف "لوموند"، ذات الارتباط بمراكز القرار السياسي بفرنسا، أن "حالة الجمود لا تعطي ضمانة للاستقرار كما تحاول السلطة الإيهام بذلك، وإنما العكس هو الصحيح. فالجمود يبقى مصدر جميع المخاطر." في هذا الإطار، استدلت صحيفة "لوموند" في معاينتها للوضع بالجزائر، على تصريح لعلي بن فليس، أحد رؤساء الحكومة السابقين، الذي وصفته الصحيفة ب"الساعد الأيمن" سابقا للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الخصم الرئيسي لبوتفليقة، الذي أدلى به غداة الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية التي سمحت للرئيس بولاية رئاسية رابعة: "لقد صوّت النظام ليس على رجل وإنما على حالة شغور." أي أن بن فليس يقصد بأن الرئيس الذي لم يشارك في الحملة الانتخابية، مريض ولا يستطيع أداء مهامه بصفة عادية. بالنسبة للصحيفة ليس المهم في اختلاف المواقف حيال رئاسيات 2014، بين من يراها نظيفة ومن يراها مزورة، بل المهم، في نظرها، أن "أول حزب في البلاد حاليا هو حزب المقاطعين"، ويضم هذا الحزب "كل الساخطين على نظام ما زال قائما منذ الاستقلال.. نظام تجاوزه الزمن." ومضت الصحيفة تقول: لقد "عزف الجزائريون عن السياسة منذ مدة طويلة، فهم لا يبالون ومتعبون ويشعرون بخيبة أمل"، في إشارة إلى الآمال التي وضعت في بوتفليقة في بداية حكمه، التي تلاشت بعد 15 سنة من ممارسة الحكم. "لوموند" وصفت حالة بوتفليقة بأنه "شخص حي ميت يرأس الجزائريين". وهو "عاجز عن أداء مهامه"، مضيفة أنه "لا توجد أي سلطة في الجزائر اليوم، وما هو موجود لا يعدو أن يكون أجزاء سلطة تقتسمها طبقة من العسكريين والمضاربين، وعلى رأس هؤلاء الرجل القوي علي حداد، القائد الجديد لأرباب العمل الخواص، المقرّب من العصبة الرئاسية". وخلصت الصحيفة إلى الحديث عن "غياب التسيير في الجزائر وغياب رؤية سياسية"، مشيرة إلى أن السعيد بوتفليقة، مستشار رئيس الجمهورية وأصغر أشقائه، "يتم التعامل معه على أنه الرجل القوي في هذا البلد المشرف على الهاوية".