أدرجت الإمارات العربية المتحدة الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، ضمن لائحة الإرهاب لمجلس الوزراء الإماراتي، ويشكل هذا الإدراج إحراجا كبيرا لحركة التوحيد والإصلاح، التي بايعت يوسف القرضاوي إماما للعصر وفقيها للأمة بدون منازع، أثناء مؤتمر التلاميذ والأصحاب. كما يشكل إحراجا لحزب العدالة والتنمية، بعد إدراج جماعة الإخوان المسلمين ضمن قائمة الإرهاب، وقد دافع الحزب الإسلامي عن عودة مرسي للحكم في مختلف المنتديات، كما أدرج جماعات تلتقي مع الحركة والحزب ضمن قائمة الإرهاب، وذلك بعد أسبوعين فقط من كيل المديح للإمارات من قبل مصطفى الخلفي، وزير الاتصال والقيادي في التوحيد والإصلاح والعدالة والتنمية. وتجدر الإشارة إلى أن الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، محمد عبادي، هو أيضا عضو في اتحاد علماء المسلمين الذي يترأسه القرضاوي. يذكر أن مجلس الوزراء في دولة الإمارات أصدر، أول أمس السبت، قائمة ضمت عدداً من التنظيمات التي صنّفها بالإرهابية، ومن ضمنها حركتا "أنصار الله" (الحوثيين) و"أنصار الشريعة" (القاعدة)، في اليمن، إضافة إلى تنظيمات مسلّحة عدة في سورية. وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، بأنّ مجلس الوزراء اعتمد عدداً من التنظيمات الإرهابية، شملت 83 تنظيماً، وأن ذلك جاء تطبيقاً لأحكام القانون الاتحادي رقم 7 لعام 2014 في شأن مكافحة الجرائم الإرهابية، الذي أصدره رئيس دولة الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وقرار مجلس الوزراء بشأن نظام قوائم الإرهاب. ومن بين المنظمات والمؤسسات التي شملها القرار، الروابط الإسلامية في إيطاليا وفنلندا والسويد والنرويج وبريطانيا وبلجيكا والدانمارك إضافة إلى مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) واتحاد علماء المسلمين برئاسة، الشيخ يوسف القرضاوي، الذي يضم في عضويته 95 ألف عضو من الدعاة والعلماء من جميع أنحاء العالم، واتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا واتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا. كذلك تضم اللائحة تنظيمات الإخوان المسلمين، وفي مقدّمها الفرع الإماراتي "الإصلاح"، ونحو 23 تنظيماً مسلّحاً في سورية، بعضها مرتبط بجبهة "النصرة"، وبعضها الآخر بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، إضافة إلى تنظيمات موالية لإيران في العراق والخليج العربي. وشملت اللائحة تنظيمات وجمعيات مسلّحة وإغاثية في باكستان وتونس والصومال ونيجيريا ومالي والهند، إضافة إلى أخرى في دول أوروبية وأميركية. وضمت القائمة تنظيماً واحداً يقاتل إلى جانب النظام السوري وهو لواء أبو الفضل العباس، في مقابل اثنين وعشرين تنظيماً يقاتل بعضها إلى جانب قوات المعارضة، وبعضها الآخر يقاتل قوات النظام والمعارضة على حد سواء. وضمت القائمة إلى جانب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذي يسيطر على معظم مناطق شرق سورية، ويقاتل قوات المعارضة وقوات النظام السوري معاً، مجموعات تعتبر متحالفة معه وتتبع له كالكتيبة الخضراء التي يقودها السعودي عمر سيف، وهي جماعة جهادية نشطت سابقاً في منطقة حمص وسط سورية، قبل أن تنتقل في الأشهر الأخيرة إلى الشمال السوري. وضمت القائمة أيضاً "جبهة النصرة"، التي سيطرت أخيراً على مناطق واسعة في منطقة إدلب شمال سورية بعد تمكنها من القضاء على معظم قوات "جبهة ثوار سورية" وحركة "حزم"، المدعومتين من الولاياتالمتحدة في المنطقة. كذلك ضمت القائمة حركة "أحرار الشام" الإسلامية التي تنشط في شمال سورية، و"لواء التوحيد"، الذي يقاتل قوات النظام السوري في حلب. ويتبع التنظيمان للجبهة الاسلامية، التي تعتبر أحد أكبر تشكيلات المعارضة السورية التي تقاتل النظام السوري، وتحتفظ بعلاقات جيدة مع الحكومة التركية، التي تسمح لها بإدارة المعابر الحدودية البرية التي تصل مناطق سيطرة المعارضة السورية بالأراضي التركية. وتطرقت القائمة المذكورة إلى أكثر من عشر مجموعات صغيرة ليس لها تواجد واضح على الأرض في سورية، كما أن الأسماء التي تحملها متداولة بشكل كبير في تسميات مجموعات المعارضة السورية المعتدلة والجهادية، كذكر القائمة لأسماء من قبيل "كتيبة عباد الرحمن" و"كتيبة الشهباء" و"كتيبة الحق" وغيرها، وهذه الكتائب الصغيرة تكون في العادة سريعة التشكل والتفكك، كما أنها تغيّر أسماءها بشكل متكرر مع تغيّر تحالفاتها وقنوات دعمها. هذا فضلاً عن ذكرها تنظيم "الإخوان المسلمين"، والذي يشمل إخوان سورية؛ المكوِن الهام للائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة.