يقول المثل المغربي "لما ترى الحلاق يحسن لحية جارك فرطب لحيتك". المعطي منجيب، مدير مركز بن رشد للدراسات والإعلام، فر قبل أن يصل دوره في الحلاقة، خوفا على لحيته لأنه لو وصلها الحلاق لتساقط منها ثمر التمويلات الأجنبية رطبا جنيا، ولفسد تاريخ النضال الذي يجره وراءه مثل عربة معطوبة العجلات، ولانتهى كل مساره المهني المتجلي في تقديم خدمات لجهات متعددة تحت مسميات عديدة منها أساسا النضال الحقوقي. لقد قرر المعطي منجيب حل جمعيته المسماة "مركز بن رشد للدراسات والإعلام"، وغريب اسم هذا المركز الموضوع على اسم فيلسوف وفقيه، رغم أن منجيب لا هو في العير ولا في النفير، ولا علاقة له بالفلسفة ومفاهيمها، ويدعي أنه مؤرخ رغم أنه لم يتجاوز في التاريخ سوى ما هو معروف في مغرب ما بعد الاستقلال. واتهم منجيب شخصية نافذة في الوقوف وراء اتخاذ هذا القرار، لأنها ضغطت بكل قوة من أجل ألا يستمر المركز في أنشطته، وذلك خوفا من الدور "التاريخي" الذي يمكن أن يلعبه في الثورة المغربية القادمة وفق تمنيات العصابة المتخصصة في الإساءة للمغرب، وذلك عبر جمع وتجميع اليساريين والإسلاميين حول طاولة نقاش واحدة. أمر مضحك أن يتم ربط حل مركز "قد لخلا" بهكذا تبريرات، وهي بالمناسبة تبريرات مجانية، ومعروف أن كل فاشل يسقط فشله على الآخرين الذين لم يتركوا له فرصة العمل، وحتى الحكومة الحالية تعلق فشلها على وجود عرقلة لعملها، وربما ما تقصده الحكومة من وجود جهات لا تريد لها النجاح هو ما يقصده منجيب من شخصية نافذة. قبل أيام كان وزير الداخلية يتحدث في البرلمان عن التمويلات الأجنبية، التي ينبغي أن تصبح شفافة وواضحة ومصرحا بها، لأن العديد من الجمعيات تحوز على تمويلات هائلة مما يطرح أكثر من سؤال، وانتقل التمويل من بضعة ملايين إلى 24 مليار سنتيم سنة 2012 وذلك تزامنا مع انتعاش المنظمات واللوبيات المعادية للمغرب التي وجدت بين ظهرانينا من يقوم بدورها، وبالتالي أعلن الوزير أنه مع حق الجمعيات في هذا التمويل لكن لا بد أن يكون شفافا. فالعارفون بالموضوع يقولون إن منجيب ممن استفادوا من هذه التمويلات ولا يريد أن يكون شفافا، لأنه ستتم محاسبته على ما فات ولن يستفيد من شيء في قادم الأيام. هم من يطالب بالشفافية ويرفضها.