قال توفيق بوعشرين، مدير أخبار اليوم المغربية، في افتتاحيته لعدد اليوم الجمعة "مهنة الصحافة في المغرب أصبحت مهنة عالية المخاطر". طبعا مهنة الصحافة فيها مخاطر كثيرة. على الآخرين وليس على بوعشرين. فمن أصبح مثل بوعشرين سيقول "الله يلعن أبو المخاطر". بوعشرين تحول من صحافي "مقطع الصندالة" إلى صاحب ملايين، وفيلات وشقق فاخرة ومشاريع سياحية. يوم غادر بوعشرين الأحداث المغربية لأنها لم تروي عطشه وتطلعاته يذكر كثيرون أنه "كان ما يكساب ما يعلام"، يكتري بيتا في السطح رفقة صديق آخر، ولم يسعفه سوى صديقه المعلم الذي أعاره بدلة ومبلغا ماليا كي يغادر إلى إسبانيا للقاء الأمير مولاي هشام، الذي سبق أن التقاه ذات يوم في البوسنة والهرسك، وذهب إلى هذا المكان بعد أن تودد للكاتب الصحفي اللبناني سمير صبح، الذي توسط له، وكان الأمير حينها مراقبا أمميا. لكن بوعشرين سيتنكر لصديقه بمجرد أن حصل على الدعم اللازم من الأمير مولاي هشام. فبوعشرين يكتب يوميا افتتاحيات "ما شاء الله" يقدم فيها الدروس الأخلاقية. غير أنه دائم الدعم لحكومة العدالة والتنمية، وخصوصا لمصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، ويهاجم يوميا المعارضة والوزراء غير المنتمين للحزب الإسلامي، والذين لا يقدمون الإشهارات لأستاذ الأخلاق. هذا الصحفي النصوح متورط في قضية نصب واحتيال على مهاجر مغربي. حيث سبق له أن تقدم بشكاية لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالرباط، مفادها أن توفيق بوعشرين وأحد السماسرة، الذي يتواجد منذ سنتين في سجن الزاكي على ذمة قضية نصب واحتيال أخرى، قاما بالنصب عليه واستوليا على عقاره المتواجد بحي النهضة بالرباط. وتعود فصول القضية إلى 2007، يومها قام توفيق بوعشرين بشراء الفيلا من المدعي، الذي تقدم بشكواه في أبريل من ذات السنة، متهما بوعشرين بالاحتيال عليه، حيث لم يسدد له قسطا من ثمن العقار كان الطرفان اتفقا على أن لا يتم التصريح به، وهو احتيال آخر على القانون. ويقول الضحية، وهو مغربي مقيم بالديار الهولندية منذ أزيد من 25 سنة، إن عملية النصب التي تعرض لها تمت بتواطؤ بين توفيق بوعشرين وثلاثة سماسرة، للاستيلاء على عقاره، مؤكدا أن الموثق كتب في عقد البيع ثمنا أقل من السعر المتفق عليه في الأصل باتفاق مع بوعشرين. وقضت المحكمة الابتدائية بالرباط في 2010 بإدانة توفيق بوعشرين بستة أشهر حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 500 درهم، بعد مؤاخذته من أجل جنحتي النصب والاحتيال. ورغم أن ناشر «أخبار اليوم» استأنف الحكم، إلا أن محكمة الاستئناف بالرباط، قضت في حقه بستة أشهر حبسا موقوفة التنفيذ، وغرامة مالية قدرها 10 آلاف درهم. وتم تحريك المتابعة في حق بوعشرين، إثر شكاية تقدم بها صاحب «الفيلا» للنيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بالرباط مفادها أن توفيق بوعشرين وأحد السماسرة قاما بالنصب عليه واستوليا على عقاره الموجود بحي النهضة بالرباط. غير أن توفيق بوعشرين، المدان في قضية النصب والاحتيال، اعتبر الحكم الصادر ضده «حكما سياسيا في غلاف قضائي»، متهما القضاة بتلقي التعليمات من جهات لم يسمها، وهو ما أثار ردود أفعال غاضبة في أوساط القضاة، حيث طالبوا وزير العدل والحريات بفتح تحقيق بشأن تلك الاتهامات لمعرفة الجهات التي تدخلت لإصدار الحكم في حق الصحفي، من أجل تهمة «النصب والاحتيال». طبعا هي الصحافة لها مخاطر كثيرة. من شخص معدم تتحول إلى صاحب ملايين ضخمة. تشارك من خلالها صديقك المنتمي لحزب العدالة والتنمية في مشروع سياحي بطنجة. ورغم ذلك فهي كلها مخاطر.