شرعت القاعات السينمائية الإسبانية يوم الجمعة الماضي في عرض شريط سينمائي تحت عنوان "إل نينيو"، ويحكي الفيلم عن حياة ومغامرات بارون المخدرات الملقب ب"النيني" المختفي عن الأنظار منذ أسابيع. وقد تم إنتاج هذا الفيلم من طرف القناة الإسبانية الخامسة (تيلي سينكو) واعتبرت بعض المصادر أنه الفيلم الإسباني الأول الذي يتطرق إلى موضوع مثل هذا وإلى تجارة المخدرات التي تنشط بين المغرب واسبانيا، حيث صور بتدقيق كبير عمليات وطرق تهريب الحشيش. وبعد إعلان عرض الفيلم، خلق ذلك حالة من الانتظار، وبشغف كبير عرض هذا الفيلم للاطلاع على شخصية بارون المخدرات المغربي الذي يعد من أشهر الشخصيات التي تنشط في تجارة المخدرات بمضيق جبل طارق بين المغرب وإسبانيا. وما زاد من جاذبية الفيلم تلك الحكايات الكثيرة التي نسجت على بارون المخدرات "النيني" التي جعلت منه كأحد الأبطال السينمائيين وليس شخصا هاربا من العدالة، ومنها قصة هروبه من سجن القنيطرة بالمغرب وحكايات هروبه من قبضة الحرس المدني في سبتةالمحتلة عدة مرات. غير أن أكثر ما زاد من جاذبية الفيلم ومنحه شهرة منقطعة النظير في إسبانيا قبل عرضه، هي حادثة المفتعلة اعلاميا لمحاولة اغتياله التي وقعت بالميناء الترفيهي "ألمينا" بين المضيق والفنيدق عندما قام مجهولون بإطلاق النار عليه ثم الفرار إلى وجهة مجهولة. هذه الحادثة لم تَنْتَهِ كما كان متوقعا لها بل ازداد عليها عنصر الغموض، حيث قام مساعدون ل"نيني" بترحيله إلى وجهة غير معروفة دون أن يدرك أحد هل فارق الحياة أم ما زال حيا يرزق، وهو الأمر الذي ما زال مجهولا ما دام "النيني" مختفيا إلى هذا اليوم من عرض فيلمه. كل هذه الأحداث التي سبقت الفيلم من شأنها أن تستقطب جمهورا كبيرا في إسبانيا الذي يغلب عليه الفضول لمعرفة هذه الشخصية الجذابة، وهو الأمر الذي من شأنه أيضا أن يحقق أرباحا طائلة لم يكن ليحققها الفيلم لولا تلك الأحداث. لكبير بن لكريم