أسست منظمة حريات الإعلام والتعبير، المعروفة اختصارا بحاتم، التي يترأسها الإعلامي محمد العوني، مرصدا لتتبع أوضاع وحقوق الإعلام والاتصال والسياسات المتعلقة بهما ولرصد أحوال حريات التعبير والانتهاكات التي تعرفها وكذا المكتسبات التي يتم تحقيقها، اختير له اسم مرصد "حريات". وقالت المنظمة في بيان لها بهذا الشأن إن تأسيس المرصد جاء تنفيذا لتوصيات المؤتمر التأسيسي لحاتم. وحسب مصادر من اللقاء الذي انعقد السبت الماضي والذي أعلن ميلاد المرصد فإن أسئلة تم طرحها حول الجدوى من تأسيس المرصد في ظل وجود جمعية "الحرية الآن"، غير أن محمد العوني انتقد بشدة هذه الجمعية معتبرا أنها ليست منظمة إنسانية ولكن لها أهداف سياسية، لأن عبد الحميد أمين وخديجة الرياضي، الرئيسين السابقين للجمعية المغربية لحقوق الإنسان يقومان تاريخيا بتنفيذ أجندة النهج الديمقراطي السياسية، فهما من خريجي هذه المدرسة التي تستغل المنظمات المدنية لتحقيق أهداف سياسية. وأشار بيان المنظمة إلى أن العديد من الفعاليات الأكاديمية والإعلامية والحقوقية وعددا من الباحثات والباحثين ساهموا في تشكيل مجلس مرصد "حريات" كبنية لها تدبيرها الذاتي وكآلية يستند عليها سعي منظمة "حاتم" للنهوض بالحريات والدفاع عنها والمرافعة من أجلها وإشاعة الثقافة الحقوقية في هذا المجال. ويعزز المرصد، حسب البيان، إمكانيات تلقي الأخبار والشكايات بصدد الخروقات التي تمس الحريات لاسيما ما يهم حقوق الإعلام وحرية التعبير ومتابعتها بما تقتضيه الحالات من مواقف و مؤازرة وتعبئة من قبل المنظمة. ويعتبر المرصد تلبية لحاجة ماسة لمهام الرصد ليس فقط لدى المنظمة وإنما لدى مختلف الأطراف المعنية بحريات الإعلام والتعبير. وتداول الحاضرون في اللقاء التأسيسي حول مقتضيات النظام الداخلي وأرضية المرصد وشكلوا لجنتين لتطوير المشروعين المقدمين اعتمادا على التعديلات والإضافات التي أفرزها النقاش، وقدم المساهمون في اللقاء اقتراحات فيما يخص الوسائل والأدوات التي سيعتمدها المرصد للقيام بمهامه عبر التوثيق والرصد والتحري والمعاينة والتقصي والبحث والتحليل وإنجاز التقارير والبحوث والدراسات، كما تناولوا مقومات التنسيق مع مشاريع منظمة حريات الإعلام والتعبير حاتم، وبناء شراكات مع منظمات غير حكومية وجهات تتقاطع مع أهداف المرصد والمنظمة. وكانت مجموعة من الشخصيات قد أسست جمعية الحرية الآن، التي قالت إنها تأتي بهدف الدفاع عن حرية التعبير، لكن تبين من خلال تتبع تأسيسها أنها منظمة شبه سياسية لتحقيق أغراض تيارات وتنظيمات لم تتمكن من أن تنتزع اعتراف المجتمع بها أولا.