شهدت الجولة ال37 وقبل الاخيرة من بطولة الدوري الإسباني لكرة القدم نتائج غير متوقعة، حيث فشل ثلاثي القمة في تحقيق أي انتصار، لينحصر السباق على اللقب بين أتلتيكو مدريد وبرشلونة في الجولة الختامية، فيما فقد ريال مدريد أي حظوظ في المنافسة وارتضى بالمركز الثالث. وكان المتصدر أتلتيكو هو الوحيد الذي لعب على أرضه بين الثلاثي، لكنه سقط في فخ التعادل امام ضيفه مالاجا 1-1 ، وفي نفس الوقت تعادل برشلونة الوصيف سلبيا على ملعب إلتشي، وخسر الريال خارج قواعده امام سلتا فيجو 0-2. وتأجل حسم اللقب الى الجولة الاخيرة يوم الأحد المقبل في ملعب كامب نو، فبعد تلك النتائج بقي أتلتيكو في القمة ب89 نقطة، بفارق ثلاث نقاط عن البرسا. ويعني فوز أي فريق في قمة الأحد تتويجه بالليجا، بينما التعادل فقط يمنح أتلتيكو اللقب للمرة الأولى منذ موسم 1995-1996. فعلى ملعب فيسنتي كالديرون انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، وخلاله ظهر التوتر على لاعبي أتلتيكو، حيث عجزوا عن ترجمة الفرص العديدة التي أتيحت لهم لأهداف، وبدا التأثر واضحا بغياب النجم الهداف دييجو كوستا. ومنعت العارضة هدفا محققا من ديفيد فيا (ق12) ولم يستثمر راؤول جارسيا وكوكي فرصتين أخرتين. خطف مالاجا التقدم عبر الجناح صامويل جارسيا (ق65) من استغلال لخطأ فادح ونادر للحارس البلجيكي تيبو كورتوا وبدأ للمدافع البرازيلي جواو ميراندا، حيث وجد نفسه أمام المرمى خاليا ليسدد بسهولة في الشباك. لكن الضغط المدريدي في أقل من 10 دقائق أسفر عن هدف التعادل من ضربة ثابتة عبر رأسية المدافع البلجيكي توبياس ألديرفيريلد (ق74). ونال مدافع مالاجا الأرجنتيني ماركوس أنخيليري بطاقة حمراء (ق88) لكن أتلتيكو فشل في استغلال النقص العددي بالدقائق المتبقية. وتألق الحارس الأرجنتيني ويلي كاباييرو في الشوط الثاني، ومنع فيه شباكه من الاهتزاز، خاصة في الثوان الاخيرة حيث تصدى لتصويبة صاروخية من أدريان لوبيز كادت تمنح الليجا لفريقه. في الوقت ذاته سقط برشلونة ايضا في فخ التعادل السلبي أمام مضيفه إلتشي. شهد الشوط الأول سيطرة كبيرة من جانب برشلونة على الكرة، مع تألق لحارس أصحاب الأرض، مانويل إيريرا، الذي تصدى لأكثر من فرصة خطرة للفريق الكتالوني. وأهدر لاعب الوسط أندريس إنييستا فرصة هدف أول للبرسا مع مرور ربع الساعة بعدما سدد كرة تجاه المرمى لكن العارضة تصدت لها. وتألق إيريرا بعدها وأبعد تصويبة الأرجنتيني ليونيل ميسي، أحد نجوم اللقاء، ليخرجها ركنية. وأنقذ المدافع سرخيو بيليجرين فريقه من هدف بعدما أبعد تسديدة قوية من ميسي بعد مرور نصف الساعة، قبل أن يضيع مهاجم البلاوجرانا، بدرو رودريجيز، فرصة ثمينة (ق34) بعدما حول رأسية خطيرة حفت بالقائم قبل خروجها. وعاد ميسي ليحاول التقدم من جديد لفريقه من تسديدة أخرى (ق38) لكن الحارس إيريرا واصل التألق وأخرجها ركنية. وفي الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء كاد بدرو ليتقدم لفريقه الكتالوني من انفرادة بالمرمى لكنه أهدر الكرة بغرابة ليسددها فوق المرمى. وفي الشوط الثاني عاد إلتشي للصورة بفرصتين لكارليس خيل ورودريجيز لكنهما تسديدتهما سارتا فوق مرمى الحارس خوسيه بينتو. وواصل برشلونة استحواذه على الكرة وكاد ميسي يسجل هدفا (ق62) لكن الدفاع تدخل في التوقيت الحاسم ليبعد تسديدته. وأجرى المدرب الأرجنتيني خيراردو "تاتا" مارتينو تبديلا بنزول كريستيان تيو بدلا من بدرو غير الموفق، لكنها لم تسفر عن جديد، خاصة مع استفاقة أصحاب الأرض الذين بادلوا حامل اللقب السيطرة. في المقابل أنهى سلتا فيجو اليوم على حظوظ ضيفه ريال مدريد في التتويج بالبطولة بعد الفوز عليه بهدفين نظيفين. ونجح الفريق في إهانة ضيفه بشكل واضح في ظل غياب نجمي الريال، الويلزي جاريث بيل والبرتغالي كريستيانو رونالدو بسبب الإصابات. وتكفلت أخطاء لاعبي الريال في حسم اللقاء لأصحاب الأرض، بعدما أهدى قلب الدفاع سرخيو راموس الكرة للمهاجم البرازيلي تشارلز دياز دي أوليفيرا (ق43)، ليودعها بسهولة في المرمى. وفي الشوط الثاني يعيد تشابي ألونسو الكرة بشكل خاطئ لدييجو لوبيز (ق64)، لينقض عليها دياز دي أوليفيرا ويراوغ الحارس ويضعها في الشباك. وبهذه الهزيمة يبقى الريال في المركز الثالث برصيد 84 نقطة، بينما يقفز سلتا فيجو للمركز الثامن برصيد 49 نقطة. وقد تكون تلك الهزيمة القاسية للريال بمثابة سبب إضافي، لحسم صفقة إنتقال مدرب فيجو، لويس إنريكي، إلى برشلونة الموسم المقبل، حيث يعد أقرب المرشحين لهذا المنصب