تسعى الأندية العربية المشاركة في دوري أبطال إفريقيا وكأس الاتحاد الإفريقي مواصلة المشوار والابتعاد عن نفق الحسابات الضيقة التي قد تضع حداً لدرب التأهل. ففي مسابقة دوري أبطال إفريقيا، يبدو أن الرجاء البيضاوي لم يستفق من نشوة مونديال الأندية فتكررت نكساته ولو أن فرصة التدارك مازالت قائمة بعد أن انهزم على أرض فريق حوريا كوناكري الغيني بهدف لصفر لذلك ستكون كتيبة المدرب التونسي فوزي البنزرتي مطالبة بالانتفاض والعودة للمسار للصحيح حتى يواصل الفريق في هذه المسابقة. وسيكون الأهلي المصري، بطل المسابقة، أمام مهمة تدارك الهزيمة المفاجئة في ذهاب الدور 32 أمام يانغ أفريكانز التنزاني بهدف دون رد. و تبدو مهمة التدارك للفريق القاهري سهلة نوعاً ما لقوة الفريق المصري والذي سيحاول الابتعاد عن المطبات الصعبة خاصة وأن المنافس يعتبر من الفرق المغمورة في القارة السمراء. أما الممثل الثاني للكرة المصرية، الزمالك، عليه أن يتجاهل نتيجة الذهاب، التي عادت لأبناء المدرب أحمد حسام "ميدو" بهدف دون رد للمدافع محمود فتح الله، ولعب مباراة الإياب بنية الفوز على كابوسكورب الأنغولي الذي سيكون مدعوماً بجماهيره والجميع يعرف أن الانتصار الضئيل يجعل الذاهب إلى أدغال أفريقيا يلعب أمام الفريق المنافس والحكم والجماهير. ومن جهته قطع الترجي التونسي نصف المشوار بعد عودته بانتصار ثمين من أرض غور ماهيا الكيني بنتيجة 3-2، لكن واجب الحذر سيكون حاضراً في فريق "باب سويقة" الذي سيكون في مباراة استعراضية احتفالية أمام جماهيره في ملعب رادس الأولمبي. أما النادي الصفاقسي، المتوج بلقب كأس الاتحاد الإفريقي، سيكون أمام فرصة تأكيد انتصار الذهاب الذي كان في أرض ديديبيت الأثيوبي بهدفين لواحد. وتصب كل التخمينات في جراب الصفاقسي الذي سيكون أمام مهمة سهلة لتجاوز فريق مغمور. وبعد أن دك وفاق سطيفالجزائري ضيفه آسفا ينينغا البوركيني بخماسية نظيفة ستكون مواجهة الإياب نزهة بالنسبة لأبناء ملعب النار. وحقق الهلال السوداني تعادلاً سلبياً أمام مضيفه الملعب المالي سيسهل من مهمته لكن تبدو هذه النتيجة خطرة لأن التعادل الإيجابي في أم درمان سيصب في خانة الفريق المالي لذلك سيكون على الفريق السوداني تحقيق الفوز والابتعاد عن أي حسابات تدخل الفريق في نفق مظلم. أما أهلي بنغازي الليبي الذي يعاني من قلة لعب المباريات وذلك لعدم وجود دوري محلي يقدم أداء راق في مسابقة دوري الأبطال هذا الموسم خاصة بعد أن عاد بتعادل إيجابي من أرض فريق بيريكوم تشيلسي الغاني بنتيجة 1-1. لكن الفريق الليبي قد لا يتمتع بعاملي الأرض والجمهور لأن المباريات التي سيلعبها كمضيف لن تكون في ليبيا وهذا ما يجعل الفريق الضيف يدخل المباراة دون ضغوط تذكر. وفي مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي، سيكون على النجم الساحلي التونسي تحقيق الفوز وتجاوز فريق كارا برازافيل الكونغولي الذي فاز ذهاباً بهدف دون رد. ويستند الفريق التونسي إلى عامل الأرض والجمهور وخبرته في تخطي الأندية الأفريقية خاصة وأن الفريق الكونغولي ليس من كبار القارة. أما الممثل الثاني لكرة القدم التونسية، النادي البنزرتي سيكون أمام مهمة سهلة بعد أن عاد بفوز مهم من ديار ديسبورتيفو دا هويلا الأنغولي بهدف غال سجله آدم الرجايبي والذي سيساعد أبناء المدرب ماهر الكنزاري على الدخول في حكاية إياب الدور 32 من المسابقة بأريحية ذهنية كبيرة وحافزاً كبيراً على إعادة الكرًة والفوز من جديد. من جهة أخرى، تبدو نتيجة التعادل السلبي التي حققتها كتيبة الإسماعيلي المصري في مباراة الذهاب أمام المضيف نادي إيتانشيتي من جمهورية الكونغو مطمئنة في ظاهرها بكونها تعتبر نتيجة إيجابية خارج الديار لكنها تحمل هواجس خطرة لأن أي تعادل إيجابي في مصر للفريق الكونغولي سيكون بمثابة صك وداع للإسماعيلي لذا سيكون "الدراويش" على موعد مع التألق لضمان الإبتعاد عن مشاكل مربع المغادرة. أما الطرف المصري الثاني في مسابقة "الكاف"، نادي وادي دجلة الذي يعانق أولى مشاركاته في المسابقات الأفريقية والتي قص شريطها في أرض نادي الجمارك التوغولي بتعادل رائع استقر على نتيجة هدف لمثله ويكفيه التعادل السلبي في أرض الفراعنة حتى يعبر لبر الأمان. وكان الدفاع الحسني الجديدي في نزهة عندما زار المغمور نادي غامتيل الغامبي وانتصر عليه بثنائية نظيفة ليؤكد على بطاقة العبور منذ مواجهة الذهاب وانتظار مباراة شكلية في الإياب حتى يمر للدور القادم. أما المغرب الفاسي فقد تعرض لنكسة كبيرة بعد هزيمته ذهابا في غانا أمام ميدياما بثلاثية نظيفة، ويحتاج للقيام بمباراة أسطورية في الإياب حتى يتأهل. وتنتظره المغرب الفاسي مأمورية صعبة نوعاً ما خاصة وأن أوضاعه في الدوري المحلي لا تنبأ بالخير لاحتلاله للمركز قبل الأخير ومصارعته من أجل ضمان البقاء ضمن النخبة. أما ممثل الجزائر في هذه المسابقة، النادي القسنطيني سيحاول عبور فريق النمور الحمراء دون بذل جهد كبير بعد أن فاز عليه في ليبيريا بهدف لصفر خاصة وأن الفرق الجزائرية على أرضها غالباً ما كانت صعبة المراس كما يبدو الفريق الضيف فريقاً ضعيفاً , إذ أن وصوله لهذا الدور يعتبر تتويجاً في حد ذاته. أما أهلي شندي السوداني الذي تعرض للهزيمة خارج قواعده أمام نادي كيغالي الرواندي بهدف دون رد سيحاول تعويض ما فات في لقاء الذهاب والفوز بأسبقية هدفين للمرور ولو أن الفريق السوداني قادر على الذهاب للدور القادم للتفاوت في القوى بين الناديين. تعتبر النتائج التي حققتها الأندية العربية المشاركة في مسابقتي دوري الأبطال وكأس الاتحاد مطمئنة لأبعد الحدود بإستثناء نتيجة المغرب الفاسي التي تبدو نسبياً صعبة لكن تبقى خبرة الأندية العربية في هذه المسابقات عاملاً حاسماً في بلوغها للأدوار المتقدمة.