قال محمد بن عبد الرحممن المغاروي، رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة، إنه ليس من منهجه "الخوض مع الخائضين في السياسة المعاصرة التي نراها بعيدة عن السياسة الشرعية" مضيفا أنه "إذا كانت لنا نوع من مشاركة في فترة ما فبالقدر الذي كنا نأمل من ورائه تقليل الشرور والمفاسد، ولم يكن ذلك منا عدولا عن منهجنا أو انسلاخا من دعوتنا". وأوضح المغراوي، في بيان أصدره صباح أمس الأربعاء "منهجنا لم يكن يوما الانشغال بالمظاهرات والاعتصامات والمسيرات وغيرها من الوسائل التي لم يجن منها المسلمون من ورائها إلا القلاقل والفتن، والدماء والإحن، وقد أثبت واقع المسلمين أن هذه الوسائل لا تقيم دينا ولا تبقي دنيا". ووجه المغراوي نصيحة لأبناء دور القرآن وبالأخص من "انساق منهم وراء سراب السياسة..نصيحتنا لهم أن يعودوا إلى ما كانوا عليه من الانشغال بطلب العلم، وأن يلووا الأعنة إلى الكتاب والسنة تعلما وتعليما". وكان العديد من السلفيين المحسوبين على المدرسة التقليدية أو خريجي مدرسة المغراوي قد انخرطوا أخيرا في نقاشات حول السياسة وصلت حد بروز تيار لا يكل من تكفير الخصوم السياسيين. وكان المغراوي يتبادل الغزل مع قادة العدالة والتنمية، فقد قال مرة في حضرة منظمة التجديد الطلابي بكلية الشريعة بأكادير مخاطبا بنكيران، الذي كان حديث العهد برئاسة الحكومة، "طبق الإسلام أضمن لك رئاسة الحكومة أبد الدهر". ولم يفوت قادة الحزب ليردوا التحية بأحسن منها حيث قال مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، مخاطبا المغراوي "إذا كنت عشت في بعض اللحظات فتنة أو حرجا، فإنما هي الفتنة التي صارت سنة راسخة مع الأنبياء وتوالت مع الصالحين والمصلحين". وأضاف الرميد، الذي حل ضيفا على جمعية المغراوي " إنه لو كان بإمكانه أن يختار بين مقعده في الوزارة وبين مقعد على أرض المدرسة ليحفظ القرآن لما تردد في اختيار الثاني لأن فيه خير الدنيا والآخرة". والمغراوي تتلمذ على يد شيوخ السلفية من أمثال تقي الدين الهلالي وعبد العزيز بن باز والأمين الشنقيطي وناصر الدين الألباني وغيرهم، واعتبر، دعوته في المغرب هي "الامتداد للمنهاج السلفي المبارك الذي وقف سدا منيعا، وشوكة في حلق كل جهمي وأشعري" والمغاربة أشاعرة في الاعتقاد. وما زالت نصيحة المغراوي مجهولة الهدف وهل هي نابعة من تصور المغراوي للأمور أم هي هدنة سياسية أم انسجام مع عودة السلفيين التقليديين إلى مراكزهم بدل ممارسة السياسة؟