دعا محمد بن عبد الرحمان المغراوي، رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة، المسلمين إلى الصبر إذا كان الحاكم جائرا ونبههم إلى أن طاعته "واجبة". جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها حول "نعمة الأمن" في قاعة غرفة الصناعة والتجارة بمراكش يوم أمس الجمعة بدعوة من جمعية تجار جامع الفنا إحياء للذكرى الأولى لتفجير أركانة الإرهابي. مصدر "كود" نقل عن المغراوي قوله إن "طاعة ولي الأمر شيء أساسي، حيث تكاثرت النصوص الشرعية التي تؤكد أنه بدون طاعتهم سينعدم الأمن". أما إذا كان الحاكم جائرا فما على المسلمين "إلا الصبر" كما قال المغراوي، مؤكدا أنه "جندي مجند وراء جلالة الملك". علما أنه لعب دورا فعالا في دعم التصويت على الدستور الجديد والتصويت على مرشحي حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي نال فيها الحزب ثلاثة مقاعد بمراكش لأول مرة في تاريخه.
الشيخ السلفي أكد أنه هناك نصوصا شرعية تلزم المسلمين بالصبر إذا كان الحاكم جائرا أو ظهرت فيه بعض المآخذ. أما انعدام الأمن فسببه، حسب المغراوي، يرجع إلى "كثرة المعاصي"، وخاصة "الربا والمثلية وجمعية كيف كيف التي تساهم في انعدام الأمن" كما قال المغراوي نقلا عن مصدر "كود". الشيخ الوهابي المتطرف تحدث عن وجود من "يعارض الآذان" في المغرب، وقال "كيف يعقل أن يكون في بلاد المسلمين من هو ضد الآذان؟ أي خير يرجى في من يكره القرآن" وشرع يؤذن بنفسه في القاعة.
كما دعا إلى "غلق الدكاكين والمحلات التجارية بشكل إلزامي يوم الجمعة أثناء صلاة الجمعة كما يقع في السعودية". قنوات الإعلام المغربية لم تسلم من سهام المغراوي الذي قال إنها "غير هادفة" وتبث مسلسلات "فيها دعوات إباحية".
في تفسيره للإرهاب والإرهابيين قال الشيخ الوهابي إن "جور الحكام على الشباب هو الذي يدفعهم إلى التكفير". ضرب مثلا على ذلك ب"ما حدث للشباب في مصر عندما شجنهم عبد الناصر الذي كان يناصر الشيوعية والاشتراكية وظلمهم فأصبحوا يكفرون الناس، بينما لم يكن أحد يكفر على عهد الملك فاروق". ثم هاجم الإرهابيين بقوة وقال إنهم "لا غيرة لهم على دينهم".
الشيخ الوهابي المتطرف لم ينتبه إلى أن كلامه تحريض واضح وصريح على الإرهاب، إذ يتقاسم مع الإرهابيين نفس التشخيص لأوضاع المملكة. فهو يشاطرهم الرأي في أن هناك من يحارب الآذان ومن هو ضد القرآن، وينبههم إلى أن التلفزيون المغربي "إباحي"، ويدلهم على أهداف محتملة لجرائمهم (لا قدر الله)، حين يتهم الأبناك الربوية والمثليين بالتسبب في انعدام الأمن. تماما كما هو الشأن بالنسبة لمصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، الذي اتهم السياح الأجانب بالحج إلى مراكش من أجل معصية الله". الرميد يضع هذا الوهابي المتطرف في مصاف "الأنبياء"، كما قال في كلمته خلال استضافته من طرف المغراوي في مراكش قبل بضعة أسابيع
تجدر الإشارة إلى أن هذا الكلام وما هو أخطر منه مثل منع الاختلاط، يلقن للأطفال في مدارس المغراوي القرآنية بمراكش، دون أية رقابة من وزارة التربية الوطنية. كما أن حزب العدالة والتنمية خاض معركة إلى جانب المغراوي حتى تفتح له السلطات مجددا هذه المدارس ليلقن فيها الأطفال مثل تلك الجهالات.