عبر محمد بن عبد الرحمن المغراوي، رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة، عن تذمره من تصرفات أعضاء جمعيته الذين أحرجوه أمام سلطات المملكة العربية السعودية، التي يوجد فيها منذ 14 ماي الماضي، وقد قام المغراوي بتأجيل عودته إلى المغرب بسبب تصرفات عناصر الجمعية منتظرا هدوء العاصفة التي وجد نفسه في عينها، وكان حماد القباج، المنسق الوطني لدور القرآن التابعة لجمعية المغراوي قد قدم استقالة من إدارة مكتبها الإعلامي احتجاجا على البيان الذي أصدره رئيس الجمعية منتقدا قصيدة للناشط السلفي عادل رفوش تحت عنوان "ياخادم الحرمين" منتقدا فيها تأييد السعودية للجيش المصري. ونتيجة لهذه التطورات قدم حماد القباج استقالته من منصبه كمكلف بالإعلام داخل جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة ليبرز للوجود معارضته للبيان الصادر عن المغراوي الذي نشر بيانا دعا من خلاله رفوش بتقديم اعتذاره على ما جاء في القصيدة الشعرية التي نظمها في حق المملكة العربية السعودية منددا بمساندة النظام السعودي للجيش المصري. وكان المغراوي، رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة قد أصدر بيانا تبرأ فيه من قصيدة عادل رفوش، عضو الجمعية، تحت عنوان "ياخادم الحرمين..." وقال المغراوي في بيان له إنه لا علاقة له بالقصيدة ولا علاقة لمضمونها بدور القرآن قائلا "إن المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين وحاضنة الإسلام والمسلمين" وطلب من ناظم القصيدة سحبها والاعتذار للمملكة العربية السعودية. وانعكست الصراعات بين الإخوان المسلمين المدعومين من قبل إحدى الدول الخليجية والحركة السلفية المدعومة من السعودية على تيار السلفية التقليدية بالمغرب التي يقودها المغراوي، وبدأ التطاحن بين من يساند الإخوان وبين من يساند خارطة الطريق التي تشارك فيها الدعوة السلفية ممثلة في حزب النور الذي انضم إلى لجنة الخمسين التي تقوم بصياغة الدستور. وبرر الناشط السلفي التقليدي حماد القباج، إقدامه على هذه الخطوة بأنه يرفض تزكية ومباركة مبادرة محمد بن عبد الرحمان المغراوي، معللا بأن هذا الأخير يؤيد ضمنيا مساندة النظام السعودي للجيش المصري الذي يقتل المسلمين. وبدل أن يبحث المغراوي عن حلول للمشاكل التي تعيشها جمعيته يعلق كل مشاكله على حكومة بنكيران، التي عول عليها كثيرا خصوصا بعد استقبال عبد الإله بنكيران، عند تعيينه رئيسا للحكومة، لقيادة الجمعية، والزيارة التي قام بها مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، لمقر الجمعية بمراكش مثنيا على أعضائها الذين قال عنهم إنكم تعبدون الله بينما يأتي آخرون لمراكش لمعصية الله. وظن المغراوي أن كل المشاكل التي تسبب فيها لجمعيته سيحلها بنكيران. والمغراوي وحده المتسبب في الكوارث التي حلت بجمعيته حيث سبق أن أفتى بجواز زواج بنت التسع سنوات مما جر عليه غضب الجمعيات الحقوقية والنسائية والطفولية فاضطر إلى المغادرة إلى السعودية التي مكث فيها ثلاث سنوات، وآخر مخالفاته للقوانين هو عدم الخضوع لقانون التعليم العتيق حيث قامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بإغلاقها، ويصر المغراوي على أن حكومة بنكيران خذلته وخذلت الإسلام.