اعلنت وزارة الصحة المصرية الاحد مقتل 49 شخصا على الاقل خلال الساعات ال24 الاخيرة في مصر حيث نزل السبت الى الشارع المؤيدون للسلطة والمعارضون لها بمناسبة الذكرى الثالثة لثورة 2011 . كما اصيب ايضا 247 شخصا بجروح بحسب بيان الوزارة. واعلنت وزارة الداخلية من جهتها توقيف 1079 شخصا على هامش المسيرات المؤيدة للرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي. ومنذ الثالث من تموز/يوليو قتل اكثر من الف متظاهر من انصار مرسي على يد الجنود وعناصر الشرطة او انصار السلطات الجديدة التي اقامها الجيش. وقامت الشرطة السبت في القاهرة بتفريق تظاهرات لمئات المعارضين -ضمت بصورة غير مسبوقة بعض المؤيدين لمرسي مع ناشطين ليبراليين- مستخدمة الغاز المسيل للدموع والخرطوش، فيما احتشد الالاف من انصار النظام في ميدان التحرير مركز ثورة 2011. وخلال الليل تواصلت المواجهات بين قوات الامن وانصار السلطات الجديدة من جهة ومعارضيها من جهة ثانية، في عدة محافظات في البلاد. وسقط معظم القتلى والجرحى في منطقتي المطرية والالف مسكن شمال شرق القاهرة حيث جرت اشتباكات عنيفة. والسبت هو واحد من اكثر الايام دموية منذ اشهر في مصر التي تشهد انقساما كبيرا. واتخذت اجراءات امنية مشددة في البلاد حيث نشر الجيش والشرطة، وخصوصا عند مداخل ميدان التحرير مهد الثورة المصرية على مبارك، التي اغلقت بمصفحات الجيش وباسلاك شائكة. وكان رجال الشرطة والجيش يفتشون مرتين الاشخاص الراغبين في دخول الساحة التي احتشد فيها الآلاف معلنين تأييدهم للجيش المصري ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي. وينتمي غير الاسلاميين الذين شاركوا في المسيرة الى حركة تطلق على نفسها اسم "جبهة طريق الثورة" وتعارض عودة الجيش او الاخوان المسلمين او بقايا نظام مبارك الى السلطة. وغداة اربعة هجمات على الشرطة اعلنت جماعة انصار بيت المقدس المرتبطة بالقاعدة مسؤوليتها عنها، واستهدف اعتداء بسيارة مفخخة مركزا لقوات الشرطة في مدينة السويس (على قناة السويس) واسفر عن اصابة 16 شخصا، بحسب وزارة الصحة. وفي ساعة مبكرة من صباح السبت، القيت عبوة ناسفة صغيرة فوق سياج مركز تدريب تابع للشرطة في القاهرة من دون يؤدي ذلك الى وقوع اصابات، بحسب وزارة الداخلية المصرية. ويحمل انصار الجيش مسؤولية هذه الانفجارات لجماعة الاخوان المسلمين التي اعلنت رسميا "تنظيما ارهابيا" اثر اعتداء على مقر للشرطة في مدينة المنصورة بدلتا النيل الشهر الماضي اوقع 15 قتيلا. من جهة اخرى قالت مصادر طبية ان خمسة عسكريين قتلوا اثر سقوط مروحية للجيش المصري في شمال سيناء. وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري العقيد احمد محمد علي ان المروحية العسكرية "سقطت بمنطقة جنوب الخروبة شمال سيناء وجاري الوقوف على أسباب الحادث والبحث عن طاقمها". واجبر مبارك على التنحي في 11 فبراير 2011 بعد 18 يوما من التظاهرات التي ادت الى سقوط 850 قتيلا، لينتهي حكمه الذي استمر ثلاثين عاما لاكبر دولة عربية من حيث عدد السكان. وفور الاطاحة بمبارك تولت القوات المسلحة ادارة البلاد قبل ان تسلم مقاليد الرئاسة الى مرسي. لكن في اواخر حزيران/يونيو الماضي، نزل ملايين المصريين الى الشوارع مطالبين برحيله. وبعد ثلاثة ايام اعلن قائد الجيش الفريق اول عبد الفتاح السيسي عزل بمرسي. ومنذ تموز/يوليو الماضي يحتجز الجيش مرسي الذي يحاكم في اربع قضايا منفصلة. ومنذ ذلك الحين تشن قوات الامن حملة على انصار مرسي من جماعة الاخوان المسلمين.