بإعطاء جلالة الملك محمد السادس موافقته على دعوة الرئيس تسي جيبينغ للقيام بزيارة رسمية للصين ، يكون المغرب قد عبر عن تجاوبه مع رغبة بكين في إقامة أسس متينة لشراكة استراتيجية من شأنها تحصين التعاون بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية . الصين عبرت عن توجهها الجديد على لسان وزير خارجيتها ، وانغ يي، خلال زيارته للرباط والتقائه مع كبار المسؤولين المغاربة الذين وجد فيهم الاستعداد التام والمطلوب لإعطاء نفس جديد للعلاقات الثنائية بين البلدين التي ظلت دائما جيدة لأنها تقوم على الاحترام والتعاون في مختلف المجالات .وكعربون على هذه الصداقة ، قدمت الصين هبة بمبلغ 2،5 مليون أورو للمغرب بهدف دعم القطاعات المرتبطة بسياسة التنمية البشرية والاجتماعية التي قطع فيها المغرب أشواطا مهمة، إلى جانب الاتفاق على إعفاء حاملي الجوازات الدبلوماسية والخدماتية من التأشيرة تمهيدا لإلغائها بالمرة بين البلدين . في الواقع حين نتحدث عن العلاقات الصينية المغربية ، فإننا نتحدث عن نصف قرن وزيادة من علاقات الصداقة والتعاون والتقارب والتفاهم التي رصعت التعامل بين البلدين ، وتميزت على طول هذه العقود بطابعها الفريد في مجال الالتقاء والتقارب والتحاور بين بلدين وحضارتين ونموذجين لم تحل آلاف الكيلومترات التي تفصل بينهما من إقامة جسور متينة للتعامل الجدي والجيد في مختلف المجالات ، بدليل استمرار اللقاءات ،سواء الرسمية أو الشعبية ، بين العاصمتين بدون انقطاع طيلة هذه المدة الزمنية ، ووجود 20 مقاولة صينية في المغرب،وارتفاع المبادلات التجارية إلى حوالي 300 مليون أورو سنة 2012 في انتظار تطويرها في السنوات المقبلة. إن الاتفاق الحاصل حول وضع لبنات قوية للشراكة الاستراتيجية المغربية الصينية بين الرباطوبكين ، معناه وجود إرادة حقيقية لدى الطرفين لتنويع مجالات التعاون والتبادل من أجل إعطاء الدفعة الكبيرة المطلوبة للعلاقات بين العاصمتين ، كما يدل على أن المغرب والصين تحذوهما نفس الرغبة ليشمل التبادل مختلف الميادين في عالم أصبحت الضرورة تفرض المزيد من الحوار والتقارب والتفاهم حول ما ينفع البلدان والشعوب .