تحل اليوم الذكرى ال99 لميلاد الفنان المصري الكبير اسماعيل ياسين الملقب ب"الضاحك الباكي"، الذي حقق نجاحا ساحقا وظل خالدا رغم اختلاف العصور والأجيال بأفلامه التي شارك فيها وبلغت 482 عملا. ولدإسماعيل ياسين في 15 سبتمبر عام 1912 م، وهو الابن الوحيد لصائغ ميسور الحال بمدينة السويس، ولكنه واجه أول صدمات حياته بوفاة والدته وهو لا يزال طفلا يافعا. التحق إسماعيل بأحد الكتاتيب ثم تابع في مدرسة ابتدائية حتى الصف الرابع، وعندما دخل والده السجن نتيجة تراكم الديون عليه اضطر للعمل مناديا أمام محل لبيع الأقمشة لكي يتحمل مسئولية نفقاته. عاش إسماعيل حياة بائسة في الصغر حيث توجب عليه ترك منزل والده خوفا من بطش زوجة أبيه ليعمل مناديا للسيارات بأحد المواقف بالسويس، وعندما بلغ 17 عاما اتجه إلى القاهرة حيث عمل صبيا في أحد المقاهي بشارع محمد على. وبعد كفاح طويل سعيا وراء لقمة العيش انضم إلى فرقة بديعة مصابني ليلقي المونولوجات بالملهى التي كانت تملكه، وهو مجال حقق فيه نجاحا كبيرا بين أعوام 1935-و1945. استهل إسماعيل مشواره في السينما عام 1939 في فيلم (خلف الحبايب)، الذي فتح له باب المشاركة في عدة أعمال كدور ثان، إلى أن لفت انتباه أنور وجدي بموهبته عام 1945 ليستعين به في معظم أفلامه، ثم أنتج له عام 1949 أول بطولة مطلقة في فيلم (الناصح) أمام الوجه الجديد ماجدة. شارك إسماعيل على مدار مسيرته الفنية في 482 فيلما، وتحول إلى نجم لشباك التذاكر تتهافت عليه الجماهير رغم أنه لم يكن يتمتع بالوسامة التي تجذب الجماهير آنذاك، وكانت أعوام 52 و 53 و54 بمثابة عصره الذهبي، حيث كان يشارك في 16 فيلما بالعام الواحد وهو إنجاز لم يحققه أي فنان آخر. وفي عام 1954 كون فرقة مسرحية تحمل اسمه بشراكة توأمه الفني وشريك مشواره الفني المؤلف الكبير أبو السعود الإبياري، وظلت هذه الفرقة تعمل على مدار 12 عاما حتى 1966 ، قدم خلالها ما يزيد علي 50 مسرحية بشكل شبه يومي. ولكن بعد كل هذه النجاحات المنقطعة النظير بدأت مسيرة إسماعيل الفنية تتعثر في العقد الأخير من حياته، فقد شهد عام 1961 انحسار الأضواء عنه بشكل تدريجي نظرا لمرضه بالقلب وتدخل الدولة في الإنتاج الفني بجانب تأسيس مسرح التليفزيون. ونظرا لعدم قربه من مسئولي الحكومة فوجيء إسماعيل بتراكم الضرائب عليه وأصبح بين عشية وضحاها مطاردا بالديون وتم الحجز علي العمارة التي شيدها لتباع أمام عينه، مما اضطره لحل فرقته المسرحية عام 1966 ثم سافر إلى لبنان وعمل في بعض الأفلام القصيرة. بعدها عاد للعمل مرة أخرى كمطرب مونولوج ثم عاد إلى مصر محطما وعمل في أدوار صغيرة لا تتناسب مع تاريخه الحافل، وبينما كان الرئيس أنور السادات يفكر في تكريمه وافته المنيه في 24 مايو/أيار 1972 إثر أزمة قلبية حادة. وعلى الصعيد الشخصي تزوج إسماعيل ياسين ثلاث مرات، ولكنه لم ينجب سوى ولد واحد هو المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين من زوجته الأخيرة السيدة فوزية. وقد احتفل محرك البحث الشهير "جوجل" اليوم الخميس بذكرى ميلاد الضاحك الباكي حيث تصدرت صفحتها ثلاثة صور مختلفة له