تحاول الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن تجعل من قضية علي أنوزلا حمارا تعبر به نحو العالم بعد أن خفت بريقها في الداخل، لما تأكد للمناضلين والمتابعين والمتعاطفين أن قيادة الجمعية تعمل وفق مؤشرات الابتزاز السياسي، ومن ليل بفرنسا نظمت الندوة التضامنية مع الصحافي المتهم ب"جرائم تقديم المساعدة عمدا لمن يرتكب أفعالا إرهابية وتقديم أدوات لتنفيذ جريمة إرهابية، والإشادة بأفعال تكون جريمة إرهابية"، بمشاركة حوالي 20 شخصا من بينهم بوبكر الجامعي، مدير النسخة الفرنسية لموقع "لكم"، والسعيد سوكتي، عضو اللجنة الوطنية للنهج الديمقراطي، وزكريا رزوقي وفؤاد عبد المومني وفؤاد كنبر من حزب الأصالة والمعاصرة. وقام زكريا رزوقي بإدانة ما أسماه وجود معتقلين سياسيين بالمغرب وندد بالقمع المسلط على الصحافيين، مشيرا إلى كون علي أنوزلا يحظى بتضامن العديد من الشخصيات الدولية، غير أنه لم يتحدث عن الخديعة التي تعرض لها الفيلسوف الفرنسي إدغار موران الذي تبرأ من أي تضامن أنوزلا. وقال بوبكر الجامعي إن نشر الشريط المنسوب لتنظيم القاعدة لا يمكن اعتباره تحريضا على العنف في غياب القصد الجنائي وعدم توفر الخطر المحدق المترتب عن نشره زاعما أن وزارة الداخلية الإسبانية نشرت أشرطة مماثلة بغية تحسيس الإسبان. لنفترض هذا الادعاء صحيح. فهل قام علي أنوزلا بتحذير المغاربة من خطورة الشريط الذي نشره؟ وأضاف الجامعي أن الدولة الفرنسية لم تقم بتحريك أي متابعة قضائية في مواجهة مديري العديد من الصحف الفرنسية المتعلقة بنشر الفيديو المماثل. وهذه "كذبة باينة" على حد قول الفنانة الشعبية نجاة عتابو. لأن فرنسا قامت في يوم اعتقال علي أنوزلا بتوقيف مواطن فرنسي يعمل مترجما في مجلة للقاعدة بتهمة الإشادة بالإرهاب والتحريض على أفعال إرهابية. وأوضح الجامعي أنه إذا لم تتم ضغوطات من أمريكا فإن علي أنوزلا سيتم اعتقاله حتى يقال إن حكومة العدالة والتنمية ليست أحسن من سابقاتها. هذا يسمى عند المغاربة "كثرة لفهامة"، ورجما بالغيب قال إن علي أنوزلا سيتم إطلاق سراحه قبل أن ينهي عقوبته بفعل الضغط وحجم التضامن الذي يحظى به. وكرر بوبكر الجامعي اتهامه للنخب الفرنسية بكونها سوف يتم شراؤها وكان وجه اتهامات خطيرة للنخب الفرنسية وناشطي حقوق الإنسان، وقال الجامعي إن صوت المدافعين عن زميله لا يكاد يسمع بسبب المامونيزاسيون (نسبة لفندق المامونية) لبعض النخب الفرنسية، والسبب الثاني أن بعض النشطاء الحقوقيين السابقين قرروا اليوم مساندة النظام في المغرب ومازالوا يحظون بمصداقية لدى المنظمات الدولية لحقوق الإنسان. وهذا اتهام خطير للنخب الفرنسية التي قال عنها بوبكر أنها تأتي إلى فندق المامونية لقضاء بضعة أيام في مراكش مقابل مساندة الدولة والصمت عن قضية علي أنوزلا، دون أن يذكر الجامعي أنه في اليوم الذي اعتقلت مصالح الأمن صديقه أنوزلا تحت طائلة قانون مكافحة الإرهاب، كانت فرنسا تعتقل صحافيا فرنسيا تحول إلى الإسلام ويعمل مترجما بمجلة القاعدة "إلهام"، وبالتالي فإن الفرنسي هو أول من يفهم معنى نشر شريط يدعو للإرهاب ويحرض عليه. ومن حماقات بوبكر الجامعي أن يقول إن التهم الموجهة لعلي أنوزلا ليست حقيقية ولكن جرائمه هي نشر موقع "لكم" في نسخته العربية وبقلم علي أنوزلا تحريات تبين كيف تدور الرشوة حول مراكز القرار وهي ثانية مهمة جدا في العالم وليس فقط في المغرب، وتتمثل في منح فضاء لجماعات إيديولوجية والتي ليس لها منبر للتعبير، وهي أيضا هي القول أين توجد السلطة العمومية وكيف تمارس وعلي أنوزلا يقوم بهذا يوميا؟ ولو كانت هذه هي التهم الحقيقية التي من أجلها تم اعتقال أنوزلا لكان عشرات الصحافيين وراء القضبان وهذا مخالف لحقائق الواقع وللممارسة اليومية للصحافة، لكن ينبغي أن نميز بين ممارسة الصحافة وبين التحريض على العنف والإرهاب وتهديد أمن واستقرار المجتمع.