منذ أحداث الحادي عشر من شتنبر 2001 وما تلاها من تداعيات على أوروبا والعالم العربي الإسلامي في كل من العراق وافغانستانن وما تلاها من التفجيرات دامية أخرى في مدريد ولندن مابين 2004 و2005، أخدت الدول الاروبية تعيش على وقع صفارات الإنذار والتنبيه التي أطلقها الإسلام .فالدين الإسلامي أصبح وسط أوروباليس موضوعا للجدال وحسب، وإنما تعدى ذلك ليكون محط تنافر واشتباك، وذلك في الوقت الذي فرضت فيه الهجرة نفسها على طاولة النقاش على شكل تيمة كواحد من أهم الأولويات . علاقة بالهجرة في هذا الوقت عرفت فرنسا صعود مؤسس الجبهة الوطنية ورئيسها آنذاك جان ماري لوبن إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية في فرنسا التي جرت في 2002، وهو ما يفسر الحراك السياسي والاجتماعي الذي حركه وقتها هذا الانتصار، إلى درجة جعل معها كل مكونات فرنسا والمواطنين الفرنسيين ذوي الأصول الإفريقية والعربية بالخصوص تحت الضغط ولم تتنفسوا الصعداء إلا بعد الحسم النهائي فيه هذه الانتخابات ضد مصلحة لوبن وجبهته وهما اللذان كان موقفهما من الهجرة والمهاجرين الى فرنسا ولا يزال واضحا وثابتا لا يتغير بالحاجة القصوى والضرورة اللازمة بجلاء كل فرنسي ليس أصله من فرنسا. غير بعيد عن فرنسا وفي الأراضي المنخفضة أي هولندة ، استطاع "ويل هولموس سيمون بيتروسفورتويس" المعروف اختصارا ب"بيم فورتوين" أن يقلب موازين القوى السياسية رأسا على عقب في هده البلاد التي تعتمد في تكوينها الديمغرافي للمواطنين على المهاجرين من إفريقيا والعالم العربي والكاريبي بدرجة أكبر، حيث مصدر" السور ونام"...لقد اشتهر هذا الأستاذ الجامعي في علم الاجتماع علاوة على شذوذه الجنسي بعدائه للمسلمين والهجرة الى بلاده هولندة من غير الدول الأوروبية وهو الذي أسس حزبا سياسيا في 2002 يقوم في مبادئه ويرتكز على القيم الليبرالية و الازدهار الهولندي من دون الاعتماد على المهاجرين في بلاده، حيث اعتبر هؤلاء المهاجرين جحافل آدمية غير ذات جدوى ولا منفعة بل حكم عليهم أنهم يشكلون ثقافة رجعية فقط، وضدا على مصلحة البلاد التواقة الى الازدهار. الأكثر من هذا فإن حزبه حديث العهد بالنشاط السياسي استطاع أن يحقق في السنة التي تأسس فيها سبقا غير منتظر، إذ صار هذا الحزب ثاني قوة في البلاد بعدما حصل على نسبة سبعة عشر في المائة من الأصوات المعبر عنها في الانتخابات التشريعية بهولندة في 2002. أشد وقعا من جان ماري لوبن في فرنسا على الفرنسيين من غير أصول أوروبية أو فرنسية قحة، نجح "بيم فورتوين" بمواقفه العدائية في وضع كل العرب والمسلمين بكل أجيالهم المكونة للمجتمع الهولندي عبر الهجرة والإقامة والاندماج في عنق الزجاجة وهو يحقق هذا الانتصار السياسي على حساب إشكالية اجتماعية تتمثل في الهجرة الى هولندة وفي المهاجرين الدين يشكلون العمود الفقري لهرمها الديمغرافي. باتهامهم بالرجعية والتخلف وإسهامهم في الوقوف ضدا على تقدم هولندة وازدهارها دفع "بيم فورتوين" بمسلمي هولندة والمسلمين في العالم إلى "هيجان" غير مسبوق والأكثر من دلك أنه استطاع أن يفرق بينهم ل"يربح" في صفه أولئك الذين يعضون بالنواجد على موطنهم ومجتمعهم الذي أهلهم اجتماعيا وأطرهم بالحقوق والمساواة على الرغم من احتجاجهم ضده والوقوف عند المطالبة بتغييره.. "بيم فورتوين"لم يتوقف عند هذا الحد من استفزاز مكونات المجتمع الهولندي غير الهولندية وعلى رأسهم العرب المسلمين، بل تعداه، في آخر أيامه، الى تأسيس حركة شعبوية تجهر بالعداء للمسلمين والإسلام والهجرة غير الأوروبية، حيث استطاع ان يلف حوله العديد من الأنصار والمريدين لأفكاره قبل أن يلقى حتفه في السادس من ماي 2002 تسعة ايام قبيل الاقتراع الانتخابي الذي كان سيمكنه من النجاح على العديد من الأصعدة، وكان ذلك على يد ناشط في البيئةمهتم بالقضية الحيوانية ومحسوب على اليسار المتطرف، وقد اعترف بارتكاب الجريمة مؤكدا أنه صفّّّى "بيم فورتوين"بسبباستغلال المسلمين كأكباش فداء في قضية سياسية...