تمر جماعة الإخوان بأزمة مريرة تتجلى أعراضها في تحريض مشايخها على العنف لاسترجاع ما يسمونه 'شرعية مرسي' وانتهت الى قيام مجموعات إرهابية برمي أطفال من أعلى أسطح المنازل. تسمية "إرادة الشعب" ب"الانقلاب العسكري" هي تعامٍ تام عن واقع الثورة التصحيحية الذي نشهدها ويشهد عليها العالم بأسره في مصر. تجهل الأحزاب السياسية المؤيدة لمرسي المعزول معنى الانقلاب العسكري ماذا كان مرسي يتوقع من تعويله على هكذا حلفاء غير الفشل؟ فالانقلاب العسكري هو تغيير نظام الحكم في البلاد على يد مجموعة من العسكريين، واستيلاؤهم على السلطة لتحقيق طموحات واطماع ذاتية، وهذا ما لم يفعله الجيش المصري الذي كان دوره مؤيداً لمطالب الشعب، وفق ما أكد في بيان رسمي. تمر جماعة الإخوان بكافة أفرعها في الخليج والوطن العربي بأزمة مريرة تتجلى أعراضها في تحريض مشايخها في الخليج على العنف من اجل ما يسمونه "استرجاع شرعية" مرسي الفاقد للشرعية أساساً الأمر الذي انتهى الى قيام مجموعات "طفيلية" إرهابية برمي أطفال من أعلى أسطح المنازل. هكذا يحرف أدعياء الدين الإسلام الحقيقي الذي تجلى في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش في فتح مكة "من دخل بيته فهو آمن"، ليقولوا لأهل مصر اليوم "من دخل بيته فسيرمى من فوق سطحه"! وهكذا تحولت المظاهرات التي أراد بها مؤيدو مرسي ان يُظهِروا للعالم تأييدهم السلمي إلى تجسيد حقيقي لمعنى الإرهاب، واذا كانوا يصفون تدخل العسكر بالانقلاب عسكري فإن ما يقومون به هو "انقلاب على الإنسانية"! إن عدم رضوخ الاخوان لكلمة الشعب التي قالها في ثورة 30 يونيو التصحيحية يهدد بإغراق البلاد في بحر الفوضى والحرب الأهلية كما حصل في دول إفريقية أخرى. ورغم أن الجيش لم يقصِّر في حماية المتظاهرين الا انه سيجد نفسه مضطراً الى استخدام القوة ضد من يلجأ إلى العنف من مؤيدي المعزول مرسي، فلا يُعقل أن يقف الجيش في هذه الحالة موقف المتفرج وإنما عليه أن يكون صاحب الكلمة العليا في الظروف الحرجة وأن يمنع تسلل أي "طفيلي" إخواني الى ميادين التظاهرات السلمية. الجدير بالذكر أن الولاياتالمتحدة الأميركية تهدد بقطع المعونة عن مصر بسبب انتصار إرادتها الشعبية مما يهدد بانعتاقها من الانكسار أمام الغرب كما كانت في عهد مرسي، لتعود مصر كما كانت مصر العروبة التي ستجد في دعم شقيقاتها العربيات ما يغنيها عن المعونات الغربية. ها هي مصر ترفع هامتها اليوم ولسان حالها يقول: "لم تهزنا الحروب فكيف للتهديدات أن تهزنا"! ميدل ايست أونلاين