قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية احمد المسلماني انه سيتم على الارجح تعيين الخبير الاقتصادي زياد بهاء الدين رئيسا للوزراء ومنسق جبهة الانقاذ محمد البرادعي نائبا للرئيس المؤقت عدلي منصور. واكد المسلماني في تصريح لقناة "اون تي في" المصرية الخاصة انه "بنسبة غالبة سيتم تعيين زياد بهاء الدين رئيسا للوزراء والدكتور البرادعي نائبا للرئيس". وتتواصل المشاورات منذ بعد ظهر السبت حول اختيار رئيس الوزراء الذي سيتولى تشكيل الحكومة الجديدة. وقال المسلماني ان الرئيس الموقت "يميل الى ترشيحي بهاء الدين والبرادعي"، مؤكدا ان القرار النهائي بهذا الشأن مرتقب صدوره "غدا" الاثنين. وكانت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية اعلنت مساء السبت تكليف البرادعي رسميا رئيسا للوزراء الا ان المتحدث باسم الرئاسة عاد وقال انه لم يتم تكليف اي شخصية رسميا بعد ان اعلن حزب النور السلفي تحفظه على هذا الاختيار باعتبار ان البرادعي من اشد خصوم جماعة الاخوان المسلمين. ومساء الاحد اعلن حزب النور رفضه ترشيح بهاء الدين لمنصب رئيس الوزراء بسبب "انتماء" الاخير الى جبهة الانقاذ المعارضة للرئيس المعزول محمد مرسي. وقال رئيس الحزب يونس مخيون "نحن لا نعترض على شخص بهاء الدين فهو قامة اقتصادية كبيرة، نرفض ترشيحه لانه محسوب على جبهة الانقاذ". واضاف ان الحزب يرفض تكليف بهاء الدين بسبب "انتمائه فقط"، مشددا على ان الحزب السلفي لا يريد ان يبدو الامر وكأنه تم اقصاء جماعة الاخوان من السلطة والاتيان بخصومها محلها، مؤكدا ان الحزب "يريد شخصية تكنوقراط عليها اجماع او موافقة 80% او 90%" من المصريين. واكد مخيون ان حزبه يرفض ايضا تعيين البرادعي في منصب نائب الرئيس، مؤكدا ان السبب وراء هذا الرفض هو "نفس الموضوع لا نريد بعدما تم اقصاء الاخوان ان يقال ذهبوا بهذا واتوا بذاك"، مشددا على ان "البرادعي كان طرفا فاعلا وحادا" في الصراع مع جماعة الاخوان المسلمين. واضاف "نود ان نراعي في الاختيار شخصيات تؤدي الى التوافق الوطني وتخفف من حدة الانقسام في الشارع"، مشددا على اهمية ان يكون رئيس الوزراء المقبل شخصية تكنوقراطية، مضيفا "نحن لن نشارك في هذه الحكومة باشخاص بل سنرشح اشخاصا تكنوقراط". وطرح مخيون اسماء شخصيات يرشحها حزبه لترؤس الحكومة المقبلة بينها علي لطفي وجلال امين وطارق عامر. وكان الاخوان المسلمون شنوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة شديدة على البرادعي بعد الثورة التي اسقطت حسني مبارك في فبراير 2011 واتهموه بانه وافق على زواج ابنته من مسيحي وهو ما نفاه البرادعي، مؤكدا ان ابنته تزوجت بريطانيا بعد ان اشهر اسلامه في الازهر وعقد قرانه عليها طبقا لتعاليم الاسلام. وزياد بهاء الدين هو خبير اقتصادي ومالي معروف في مصر ويحظى باحترام الطبقة السياسية المصرية. وزياد بهاء الدين في الثامنة والاربعين من العمر، نشأ في اسرة مثقفة فوالده احمد بهاء الدين كان من ابرز الصحافيين والكتاب المصريين على مدى العقود الاربعة الاخيرة من القرن الماضي. درس زياد بهاء الدين القانون في جامعة القاهرة بالتزامن مع دراسته للاقتصاد في الجامعة الاميركية في العاصمة المصرية. حصل بعد ذلك على درجة الماجستير في القانون التجاري الدولي من كينغز كوليدج في لندن ثم على دكتواره في في القانون المالي من لندن سكول اوف ايكونوميكس في العام 1996. ع مل محاميا في في القاهرة وواشنطن قبل ان يصبح مستشارا قانونيا لوزير المالية المصري في الفترة من 1997 حتى العام 2000. وكان رئيسا لهيئة الاستثمار المصرية ما بين عامي 2004 و2007 قبل ان يصبح رئيسا لهيئة الرقابة المالية في العام 2008 وهو منصب استقال منه بعد الثورة التي اطاحت مبارك في شباك/فبراير 2011 وبدأ الانخراط في الحياة السياسية من خلال مشاركته في تأسيسي الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي وصابح في ما بعد نائبا لرئيس الحزب. خاض زياد بهاء الدين اول انتخابات تشريعية بعد الثورة وانتخب نائبا عن احدى دوائر محافظة اسيوط. وفضلا عن كونه خبيرا اقتصاديا وقانونيا، فان خبرته داخل جهاز الدولة المصري من شأنها ان تساعده في المهمة الصعبة التي سيتولاها كأول رئيس وزراء بعد عزل الرئيس محمد مرسي خصوصا انه يرث بلدا على وشك الافلاس المالي. ويتمتع زياد الدين على سمعة طيبة في الدوائر السياسية فهو معروف بالنزاهة وطهارة اليد كما انه يتسم على الصعيد الشخصي بالهدوء والاتزان.