شدد البنتاغون الثلاثاء على ان اي قرار لم يتخذ بعد حول حجم القوات الاميركية في العراق في المستقبل, في وقت اعرب فيه اعضاء في الكونغرس عن قلقهم ازاء تقارير تشير الى ان البيت الابيض يسعى لابقاء 3 الاف عنصر فقط على الارض. واعرب مسؤولون عراقيون عن عزمهم التفاوض مع واشنطن حول ابقاء حول قوة عسكرية اميركية بعد مهلة نهاية العام, لكن لا يزال من الضروري الاتفاق حول حجم هذه القوة المستقبلة. وواجه البنتاغون اسئلة حول الخطط المستقبلية للقوات الاميركية بعد ان اوردت شبكتا "فوكس نيوز" و"سي ان ان" وصحيفة "نيويورك تايمز" ان مستشاري الرئيس الاميركي باراك اوباما يدرسون امكانية ابقاء قوة اقل حجما من 3 الاف عنصر في العراق بالمقارنة مع القوة الحالية البالغ عديدها 46 الفا. واضافت "فوكس نيوز" و"تايمز" نقلا عن مسؤولين رفضوا الكشف عن هوياتهم ان وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا ايد خيار ابقاء 3 الاف عنصر فقط. الا ان بانيتا رفض تحديد ماهية الخيارات المطروحة لمستقبل القوات في العراق وقال ان حجمها بعد العام 2011 رهن بما ستفضي اليه المباحثات مع بغداد. وصرح بانيتا امام صحافيين خلال زيارة الى النصب الجديد لذكرى اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر في نيويورك "لم يتخذ اي قرار حول عدد القوات". واضاف "لا استطيع ان احدد رقما او ان اقول ما سيكون عليه تقريبا, فالامر متعلق بالمفاوضات". ويتعين على الولاياتالمتحدة بموجب اتفاق امني مع العراق في العام 2008 سحب قواتها من البلاد بحلول نهاية العام ما لم يتوصل الجانبان الى اتفاق جديد. وكان بانيتا المح سابقا الى ان القادة العراقيين يريدون بقاء قوات اميركية في البلاد, وان المباحثات ستركز على الاتفاق حول التفاصيل. وصرح الثلاثاء انه لا علم له بان الحكومة العراقية اقترحت عددا محددا للقوات لكنه اشار الى انها "اعربت عن رغبتها في بقاء مدربين". وقال بانيتا بحسب نص مقابلة ضمن برنامج "تشارلي روز شو" على شبكة "بي بي اس" الثلاثاء, "من الواضح ان عدد القوات المتواجدة لن يكون كبيرا ... خصوصا اذا تعلق الامر بمهمة تدريب". واشار مسؤولون عسكريون اميركيون وعراقيون على حد سواء الى ان القوات العراقية بحاجة الى مساعدة خارجية للدفاع عن المجال الجوي للبلاد وحدوده البحرية والبرية. الا ان تواجد القوات الاميركية لا يزال يشكل مسالة سياسية دقيقة, فقد هدد الزعيم الشيعي المعارض للولايات المتحدة مقتدى الصدر بنشوب "حرب" في حال بقاء القوات الاميركية بعد العام 2011. وفي واشنطن, يواجه الرئيس الاميركي باراك اوباما مطالب متناقضة حول وتيرة انسحاب القوات الاميركية اذ يحثه بعض افراد حزبه على اتمام انسحاب كامل بحلول نهاية العام. الا ان العديد من اعضاء الكونغرس اعربوا عن قلقهم الثلاثاء من ان قوة من ثلاثة الاف عنصر يمكن ان تهدد الاستقرار في العراق. واعلنت رئيسة لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ ديان فينستيان امام صحافيين "اعتقد انه خطا ومتسرع". واصدر ثلاثة اعضاء اخرين في مجلس الشيوخ كانوا من مؤيدي ارسال قوات اضافية في العام 2007, بيانا مشتركا اعربوا فيه عن قلقهم ازاء تقارير حول ابقاء قوة اقل حجما. وجاء في البيان الصادر عن السناتورين الجمهوريين جون ماكين وليندسي غراهام والسناتور المستقل جو ليبرمان "انه عدد اقل بكثير مما اعلنه لنا المسؤولون العسكريون اثر زيارات متكررة الى العراق بانهم يحتاجون اليه وما هو ضروري لحماية المكتسبات التي حققها البلدان اثر جهود وتضحيات كبيرة". وغالبا ما تراوحت تقديرات حجم القوة الاميركية المستقبلية بين 10 و15 الاف عنصر. وكتبت "نيويورك تايمز" ان قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال لويد اوستن اقترح بقاء قوة اكبر يتراوح عديدها بين 14 و18 الف عنصر.