كشفت بطولة العالم لألعاب القوى التي اختتمت الأحد الماضي بمدينة دايغو الكورية، وجود مؤامرة دنيئة لتدمير ما تحقق من إنجازات لأم الألعاب، وقالت مصادر مقربة : إن نتائج العدائين المغاربة كانت غريبة وغير منطقية، خصوصا من قبل عدائين تعودوا على التألق في الملتقيات الدولية، وأضافت المصادر أنه رغم الإمكانيات المالية المهمة التي وفرتها الجامعة، والعمل القاعدي الذي تم القيام به منذ رئاسة عبد السلام أحيزون للمكتب الجامعي، وتوفير أجواء العمل لجميع العدائين، إلا أن النتائج كانت عكسية، متهمة بعض الأطراف برغبتها في تدمير صرح ألعاب القوى الوطنية بل والصيد في الماء العكر، واستغلال مثل هذه الإخفاقات لضرب مجهودات المكتب الجامعي، ولاحظت المصادر ذاتها تسجيل مجموعة من التراجعات في الآونة الأخيرة، والتي تأكدت من خلال سلوك مجموعة من العدائين، الذين يعتبرون قاطرة ألعاب القوى المغربية، دون أن تنفي ارتباط هؤلاء العدائين بأشخاص يسعون إلى تدمير الرياضة التي تحتل المرتبة الثانية من حيث شعبيتها. وأكدت المصادر ذاتها وجود خلل كبير على مستوى الإدارة التقنية الوطنية التي يشرف عليها عبد القادر قادة بصفته منسقا للجنة التقنية، والذي اعتبرته كثير من الجهات من بقايا اللجنة المؤقتة التي كانت تحت إمرة شخص واحد كان يقوم بجميع المهام إلى جانب ارتباطه بالعدائين كوكيل لهم، وقالت المصادر إن قادة ورغم تأكيده على أن نتائج بطولة العالم لم تكن سلبية، فإن حضوره في بطولة العالم كان سلبيا حيث لم يقم بدوره كاملا، وطالبت المصادر بضرورة فتح تحقيق لتحديد أسباب الإخفاق بالنظر إلى الإمكانيات المادية المهمة التي كانت موضوعة رهن إشارة العدائين المغاربة. وأشارت المصادر إلى أن الإدارة التقنية الوطنية تفتقد إلى الشخصية الكارزمية القادرة على تدبير شؤون العدائين، مشيرة إلى أن قادة عجز عن ضبط العدائين، في إشارة إلى إصرار العداءة مليكة العقاوي على المشاركة في سباق 1500 متر رغم أن اختصاصها هو 800 متر، حيث كان بإمكانها إحراز إحدى الميداليات، إلى جانب سلوك العداء أمين لعلو في نصف نهاية مسابقة 1500 متر، وهو ما يؤكد غياب الانضباط من قبل عدائين كل همهم هو جمع الأموال واللعب للأندية الأوروبية، مشيرة إلى أن المكتب الجامعي وفر جميع الإمكانيات المادية واللوجستية من أجل الظهور بوجه مشرف، لكن الإدارة التقنية فشلت في مواكبة عمل المكتب الجامعي، إلى جانب تدخل أطراف خارجية لا زالت تحلم بالعودة إلى الإدارة التقنية الوطنية. وشددت المصادر ذاتها على وجود مؤامرة يتحكم في خيوطها أشخاص من خارج الجامعة يسبحون ضد تيار المكتب الجامعي، ورفضت المصادر كشف أسماء هؤلاء الأشخاص، مكتفية بالقول إن فيهم من سبق له العمل داخل الجامعة، وارتبط بعلاقات خاصة مع العدائين، حيث كان يفرض عليهم منحه نسبة من مشاركاتهم في الملتقيات الدولية بصفته وكيلا لهم، وأضافت أن ما تعيشه ألعاب القوى الوطنية اليوم هو من مخلفات تركة اللجنة المؤقتة التي ساهمت في انهيار البيت كله، مؤكدة على أن الجامعة ستحقق في كثير من الملفات العالقة، خصوصا أن هؤلاء الأشخاص الذين راكموا الثروات من خلال عملهم في ألعاب القوى طلوا مرتبطين عضويا بمجموعة من العدائين، وهو الأمر الذي قد يكون ساهم في النتائج السلبية التي حققها المغرب، مشددة على أن ألعاب القوى الوطنية لا تعاني أزمة إمكانيات بقدر ما تعاني أزمة عدائين وتقنيين. إلى ذلك أوضحت المصادر أن نتائج بطولة العالم الأخيرة ستفرض على المكتب الجامعي تغيير استراتيجية العمل، من خلال إعادة هيكلة الإدارة التقنية الوطنية، وتطعيم الفريق الوطني بعناصر شابة قادرة على إعادة التوهج لألعاب القوى المغربية، التي تألقت في السنوات الماضية بفضل مجموعة من العدائين أمثال سعيد عويطة وخالد السكاح وصلاح حيسو وهشام الكروج ونزهة بيدوان، وهو عداؤون لم تتوفر لهم الإمكانيات المتاحة حاليا، مشيرة إلى أن الدفاع عن القميص الوطني بات يأتي في الدرجة الثانية. وشددت المصادر على الدور الكبير الذي لعبه عبد السلام أحيزون منذ رئاسته الجامعة، وقالت إن عملا كبيرا تم إنجازه من أجل تجاوز مخلفات اللجنة المؤقتة التي ظلت تشرف على شؤون أم الألعاب لأزيد من خمس سنوات، موضحة أن الجامعة الحالية بذلت مجهودا كبيرا لتنقية الأجواء، وتمكين مختلف العدائين المغاربة من ظروف جيدة للتهيء لمختلف الاستحقاقات الدولية، مشيرة إلى أن الجامعة سيكون عليها مضاعفة الجهود لإعادة أجواء الثقة إلى مجموعة من العدائين الشباب الذين ينتظرون فرصة التألق مستقبلا. في سياق آخر وصفت المصادر الخرجة الإعلامية الأخيرة لداودة بأنها محاولة للصيد في الماء العكر، وقالت المصادر إن ما تعيشه ألعاب القوى اليوم هو من مخلفات فترة تحمل داودة مسؤولية الإدارة التقنية، وذلك لسنوات طويلة، مشددة على أن المكتب الجامعي الحالي بذل مجهودا كبيرا لتنظيف البيت الداخلي مما علق به، وانتقدت المصادر خرجات داودة الأخيرة، وقالت إنها تنم عن أخلاق لا رياضية، خصوصا حين وصف داودة أعضاء الجامعة بالأميين الذين لا يفقهون في ألعاب القوى، ووصفت المصادر تصريحات داودة بغير المنطقية لأنها جانب الواقع، من دون أن تستبعد قيام الجامعة برفع دعوى قضائية ضد داودة بتهمة السب والقذف.