تم مساء الإثنين بالرباط التوقيع على اتفاقية أهداف بين وزارة الشباب والرياضة والجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى تمتد صلاحيتها على مدى أربعة أعوام بهدف إنجاز برنامج عمل لفائدة ألعاب القوى يتوخى تنظيم وتطوير أم الألعاب من جهة وضمان تمثيلية مغربية على أعلى مستوى في المحافل الدولية من جهة أخرى. وتهدف الاتفاقية , التي وقعها وزير الشباب والرياضة السيد منصف بلخياط ورئيس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى السيد عبد السلام أحيزون, بحضور عدد من رؤساء العصب والأندية والأبطال القدامى والحاليين, بالخصوص إلى تقوية أسس الحكامة الجيدة في التدبير وتوسيع قاعدة الممارسين عبر التراب الوطني, وتطوير برامج التكوين وتأهيل الموارد البشرية خاصة الأطر الرياضية . وهنأ وزير الشباب والرياضية , في كلمة له بالمناسبة , الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى على النتائج الطيبة التي حققها العداؤون المغاربة في مختلف التظاهرات الدولية والإقليمية في سنة 2009 ومطلع سنة 2010 , معبرا عن قناعته بأن التراجع الحاصل في السنوات الأخيرة سيتم تداركه في المستقبل القريب حتى تستعيد ألعاب القوى المغربية إشعاعها والمكانة اللائقة بها بين كبريات الأمم في هذه الرياضة الأولمبية بامتياز . وأوضح أن اتفاقية الأهداف, وهي الأخيرة التي توقعها الوزارة مع الجامعات الرياضية الوطنية ( 45 جامعة) , تهم بالأساس الحكامة وتطوير الممارسة ومنظومة التكوين وتحسين المردودية الرياضية والترويج لصورة المغرب ومد إشعاعه عالميا. ومن جملة الأهداف المحددة في الاتفاقية توسيع قاعدة الممارسين والرفع سنويا من عدد المجازين الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة من الجنسين واعتماد مسطرة جديدة في تصنيف الأندية وخلق أندية من الدرجتين "أ" و "ب" وتنفيذ برنامج المسابقات الجامعية والجهوية والوطنية التي يصل عددها إلى 87 مسابقة موزعة على مدى 11 شهرا . وبموجب الاتفاتقية سيتم تكوين 60 مدربا بمساعدة المعهد الملكي لتكوين الأطر سيتولون تأطير الرياضيين الشباب في المراكز الجهوية وأكاديمية محمد السادس الدولية لألعاب القوى المزمع افتتاحها السنة المقبلة, والعمل في أفق 2012 على اعتماد ثلاث شواهد جامعية وهي شهادة "المدربين الملقنين " و شهادة "المدربين الخبراء" وشهادة " المسير". وفي ما يخص تحسين المردودية الرياضية تنص الإتفاقية على تأهيل أكبر عدد ممكن من العدائين لخوض المسابقات النهائية في بطولة العالم 2011 في دايغو ( كوريا الجنوبية ) والألعاب الأولمبية لندن 2012 واحتلال مرتبة متقدمة في بطولة إفريقيا المقررة في يوليوز المقبل في نيروبي والمؤهلة لكأس العالم للقارات التي ستقام في شتنبر المقبل في سبليت ( كرواتيا ) وكذا احتلال مراتب متقدمة في بطولات العالم للعدو الريفي حسب الفرق وفي بطولات العالم للفتيان والشبان انطلاقا من 2014. ومن بين الأهداف التي تنص عليها الاتفاقية كذلك العمل في أفق 2014 على إدراج ملتقى محمد السادس الدولي ضمن مسابقات " العصبة الماسية"وتقديم ترشيحات مغربية لانتخابات مجلس ( المكتب التنفيذي) الاتحاد الدولي لألعاب القوى ورئاسة الاتحاد الإفريقي لألعاب القوى وإطلاق مجلة أخبارية تحمل اسم " العداء المغربي ومن جهته , اعتبر رئيس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى السيد عبد السلام أحيزون أن هذه الاتفاقية تأتي لتعزيز المكتسبات الفعلية لألعاب القوى الوطنية منذ التوقيع على البرنامج التعاقدي مع الحكومة عام 2007 . وذكر أن الاستراتيجية التي اعتمدتها الجامعة مستلهمة من الرسالة الملكية الموجهة إلى المناظرة الوطنية حول الرياضة ومن برنامج تأهيل العاب القوى والتي ترتكز بالأساس على بلورة تسيير مالي وإداري شفاف وتطوير البنيات التحتية ودعم منظومة تكوين الرياضيين والمدربين وإصلاح منظومة تحفيز العدائين والمدربين وتأهيل المسابقات وتوسيع قاعدة الممارسة الشعبية لهذه الرياضية. ولدى حديثه عن أهمية دور التجهيزات الأساسية في تطوير ممارسة ألعاب القوى بالمملكة ذكر السيد أحيزون بأنه يتم حاليا إنجاز ورش كبير في هذا الميدان يتمثل في تشييد الأكاديمية الدولية محمد السادس لالعاب القوى بإيفران وبناء خمسة مراكز جهوية للتكوين و21 حلبة مطاطية ومركز للطب الرياضي. وأكد أن الجامعة , إدراكا منها لضرورة تأهيل العنصر البشري لتطوير ألعاب القوى الوطنية, سارعت إلى إحداث مركز لتنمية هذه الرياضة ساهم إلى حد الآن في تكوين أفواج عديدة من المدربين والحكام , مشيرا إلى أن الجامعة تقوم منذ شهر فبراير الماضي بدعم من وزارة الإشراف , بتكوين مجموعة من المدربين في أفق إلتحاقهم أساسا بالأكاديمية الدولية محمد السادس لألعاب القوى والمراكز الجهوية للتكوين. وتابع السيد أحيزون أن الجامعة راهنت أيضا على الأندية باعتبارها "الجسر الذي يمر عبره كل عمل قاعدي جاد لإعداد نخب المستقبل" فقامت بفتح عدة أوراش همت إعادة الهيكلة ومحاربة تزوير أعمار العدائين وأسمائهم ومساعدة العصب والأندية ماديا باعتماد منظومة للتحفيز يتضاعف حجمها سنة بعد أخرى فضلا عن تشجيعها لها بالمشاركة في الملتقيات الجامعية وفي البطولات الوطنية عن طريق المساهمة في مصاريف التنقل . كما أشار إلى إطلاق الجامعة للبرنامج الوطني للتنقيب عن المواهب الواعدة التي ستشكل نواة المنتخبات الوطنية في أفق الاستحقاقات العالمية والقارية والجهوية للسنوات المقبلة , مبينا أن هذا البرنامج هم إلى حد الآن ثماني محطات عرفت مشاركة أزيد من 7000 عداء وعداءة. وجدد السيد عبد السلام أحيزون عزم الجامعة الراسخ على مواصلة التصدي لظاهرة تعاطي المنشطات بكل الوسائل الكفيلة باستئصالها فضلا عن مواصلة مسلسل محاربة تهجير العدائين من خلال التوقيع على اتفاقيات ثنائية مع بعض دول الخليج العربي على غرار ما تم مع الجامعة الفرنسية. وتلتزم وزارة الشباب والرياضة بمقتضى بنود عقد برنامج تأهيل ألعاب القوى الوطنية ( 2007-2011 ) بمنح الجامعة خلال سنة 2010 مبلغا إجماليا بقيمة 38 مليون درهم( 35 مليون درهم من ميزانية الدولة وثلاثة ملايين دهم من ميزانية الوزارة). وبالنسبة لسنة 2011 ستحصل الجامعة على مبلغ إجمالي بقيمة 42 مليون درهم ( 39 مليون درهم من ميزانية الدولة وثلاثة ملايين درهم من ميزانية الوزارة) .كما تلتزم وزارة الشباب والرياضة بتخصيص منحة للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى خارج عقد برنامج التأهيل تصل قيمتها الإجمالية إلى 21 مليون درهم و800 ألف درهم.